صحتنا

توزيع المهام بين الزوجين يحد من فرض الشخصية

تتضارب الأقوال في تصنيف الأفعال التي تقلل من مكانة الزوج، فالبعض يعزو دلال الزوج لزوجته وتسليمها زمام الأمور لضعف الشخصية، بينما آخرون يرون أن الحياة الزوجية لا تخضع لمعايير في تصنيف الشخصيات، وحول ذلك أوضح المستشار الأسري أحمد النجار «بداية تجنبا لأي تصادم بين الزوجين ينبغي أن تكون الصلاحيات والمهام موزعة بين الطرفين، وأن تكون هناك آلية للحوار والنقاش، وآلية في توزيع اتخاذ القرارات في المنزل، وحينها لن يكون هناك مجال لفرض شخصية كل منهما على الآخر».

الموروث الثقافي

أوضح النجار، في بعض الأحيان إن قام الزوج بتدليل زوجته أمام أهله وقام بتلبية كل طلباتها حينها ستدخل الغيرة في نفوسهم وربما يبدأون في مقارنة حاله معهم قبل الزواج وطريقة تعامله مع زوجته، ولذلك يقول «إن تلبية رغبات الزوجة أو إظهار ما قدم لها من هدايا لا ينبغي أن يكون أمامهم لأنه قد يسبب الغيرة في النفوس». وأضاف أن الموروث الثقافي والصورة النمطية للرجل ذي السلطة (سي السيد) أسهمت في خلق صورة نمطية للرجل وهي غير صحيحة فالزوج ينبغي أن يكون عطوفا محبا مساعدا لأهل بيته ولنا في النبي محمد أسوة حسنة.

الضعيف واللطيف

كشفت الأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية الدكتورة هنادي أبو رحيلة أن مجتمعنا العربي يخلط كثيرا بين صفات الرجل الضعيف واللطيف مع زوجته الذي يهتم بمشاعرها وغالبا ما يكون هذا الخلط له علاقه بالموروث الاجتماعي عند البعض والذي يؤمن أن المرأة التي يشعرها الرجل بالاستقرار العاطفي والمادي (تتمرد) فالأفضل للرجل أن يبتعد عن اللطف ويكون أكثر حزما ليستطيع السيطرة عليها، كذلك من وجهة نظر مجتمعية أخرى أن الفتيات لا يرغبن في الرجل اللطيف، لأن المرأة تفضل من يشعرها بشيء من الغموض في حياته فتشعر بأنوثتها وبقوة الرجل وسيطرته عليها، مشيرة إلى أن الرجل الضعيف يفقد أنوثة المرأة ويجعلها المسيطرة والمتحكمة وهذا غير مرغوب، لكن توجد شريحة من الفتيات يرغبن في الرجل الضعيف لرغبتها في السيطرة والتحكم.

وأضافت أن الفتاة من هذا النوع تعاني من عقدة نقص فالمرأة السوية هي من تساعد زوجها أو ابنها على تقوية شخصيته دون فرض سيطرتها.

سوء المعاملة

أشارت أبو رحيلة إلى أن شخصية الإنسان تبدأ منذ مراحل الطفولة المبكرة كونها الأساس في تشكيل شخصية الطفل وصقلها، ويؤدي إهمال الطفل وعقابه المتكرر، إضافة لسوء معاملته والتحيز في المعاملة بينه وبين إخوته لضعف شخصيته مستقبلا. وكذلك الاتكالية في الطفولة لها دور كبير في بروز ضعف الشخصية عند الرجال التي غالبا ما يكون مستوى تقدير الذات لديها متدنيا جدا، مضيفة أن في بعض الأحيان الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أو الخطيرة أو النفسية والإعاقات الجسدية تكون من أهم أسباب ضعف شخصية الرجل لأن لها تأثيرا على نفسيته وسلوكياته.

ينشأ الضعف في شخصية الرجل لعدة أسباب

عدم حصوله على الثناء والمدح

عدم الحصول على الحب والعطف

التعرض لليأس والضغوطات من قبل أشخاص آخرين

سوء المعاملة من قبل شريكة حياته، أو المقربين إليه

معاقبته بتكرار في مرحلة الطفولة والتحيز في التعامل بينه وبين أخوته

الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أو الخطيرة أو الإعاقات الجسدية وحتى الأمراض العقلية




المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى