محليات

«التعليم عن بُعد» يصطدم بالجودة والإنترنت وقدرة الأسر

«التعليم عن بُعد» يصطدم بالجودة والإنترنت وقدرة الأسر

رغم أهمية التعليم عن بُعد في أوقات الطوارئ، مثل أزمة كورونا الأخيرة، إلَّا أنَّ البعض يرى صعوبةً في استمرار الاعتماد عليها، في ظل انشغال الآباء والأمهات بأعمالهم في القطاعين العام والخاص، وعدم اتِّساع البيوت لمن لديه العديد من الأبناء، من أجل الدراسة عن بُعد، وعدم قدرة بعض الأُسر على توفير الأجهزة المطلوبة، وضعف الإنترنت في بعض المنازل، وأكدوا أنَّ التعليم عن بُعد، أو المدمج يجب أن يستمر كمساند للتعليم الحضوري في الواجبات، والمهام، وإثراء المحتوى التعليمي.تنويع طرق التدريسفي البداية قال الدكتور خالد جزاء الحربي، المتخصص في مناهج وأساليب تدريس العلوم: أنا مع التعليم عن بُعد؛ لأنَّه يُساعد على التعلم الذاتي، ولكننا بحاجة إلى تطوير المواد الدراسية في منصَّة «مدرستي»، بحيث يتم إضافة فيديوهات مناسبة ومتنوِّعة لأكثر من معلم، وبأكثر من إستراتيجية وطريقة تدريس، وحتى ينجح التعليم الإلكتروني، والمنفَّذ عن بُعد نحتاج إلى أنْ تساهم شركات الاتِّصالات في توفير نت سريع ومجاني لمنصَّة «مدرستي»، وتوفير أجهزة آيباد متطور للطلاب، بشرط برمجته على برامج تعليمية حتَّى لا ينشغل الطالب في مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي، كما يجب أنْ يكون تعليمًا مشوِّقًا ومتنوِّعًا، وإضافة تقويم كل هدف تعليمي وفق زمن محدد أثناء تنفيذ الحصة.أمَّا عبدالله المالكي، ولي أمر، فقال: التعليم عن بُعد يُعتبر حاليًّا من ضروريَّات التعلُّم، وذلك لما يتمتَّع به المتعلِّمون من مهارات إبداعية مع التقنية الإلكترونية.وهو رافد هام من روافد التعلُّم والمعرفة، ولكن من سلبيَّاته تدنِّي مستوى النجاح في المواد العلمية والمخرجات، كما يسبب العزلة الاجتماعية والانطواء، مقارنةً بالتعليم الحضوري بالمدارس.كما لا ننسى ضعف شبكات الاتِّصالات والإنترنت في بعض المناطق النائية، وإن كان ذلك لا يعني عدم نجاح هذا النوع من التعليم، مثل ما حدث في أزمة كورونا، وسهولة الحصول عليه في أي وقت. ولا يمكن تجاهل أنَّ التعليم عن بُعد مرهقٌ ماليًّا وأُسريًّا لكثير من العوائل، وخاصة إذا كان في البيت أكثر من طالب. المعيار هو استفادة الطالبمن جهتها الدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا، أستاذ سابق بجامعة أم القرى قالت:هذا التعليم بدأ في الغرب، في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، تحت مسمَّى (distance education) بالرسائل البريدية، ثم انتقل إلى إنحلترا، ومن ثم إلى أكثر دول العالم.وكانت هناك ظروف لنشأته ووسائله -حينذاك- ليتحوَّل في يومنا هذا إلى التعليم الإلكتروني، وهو يعتمد على معيار أوَّلي هامٍّ، وهو مدى استفادة الطالب من العلم والمعرفة، عبر هذه القناة التعليمية.وقالت منى الزهراني، مستشارة أعمال: هذا التعليم مناسب كتعليم إثرائي إضافي، وليس كأساس في المراحل المختلفة، مشيرة أنَّ التوسُّع فيه قد يفقد التعليم الحضوري أهميَّته لدى في ظل الاحتياج الجوهري إلى التحاور والاختلاط الفعَّال، وتبادل المعرفة لدى الطلاب، وقد يكون سببًا لعدم وجود شغف للأبناء في حب التعلُّم، ولا شكَّ أنَّ الأمر لا يتعلَّق بانشغال الآباء، أو الأمهات أكثر من تعلُّقه بعزلة الابن.ضوابط لنجاح التجربةوقالت المستشارة الدكتورة نجاة عقاب: عندما تمَّت الاستفادة من «نظام التعليم عن بُعد»، خلال فترة حدوث أزمة (كوفيد 19)، كان الأمثل، والحل البديل والملائم لاستمرارية عمل المدارس والجامعات، والسؤال المهم: هل يمكن أنْ يكون التعليم عن بُعد نظامًا مناسبًا في كلِّ الأحوال والأوقات، خاصَّةً في ظل ما نعيشه الآن من ضعف الإنترنت، وغلاء الأجهزة الحاسوبية، وضعف المتابعة الدقيقة للمتعلِّم، وضعف التفاعل والحيوية بين المعلِّم والمتعلِّم، من وجهة نظري أنَّ الإجابة ستكون نعم؛ بشروط مهمَّة، أبرزها خضوع الوالدين لتدريب مكثَّف على استخدام المنصَّات الافتراضية، وكيفية التعامل معها، خاصَّة في حال وجود مشكلة في البث أو المتابعة، وتوفر الإنترنت بأرخص الأثمان، والتنسيق المتكامل بين المدرسة والمنزل في اختيار الأوقات الملائمة للبث أو التسجيل والمشاهدة, واستخدام إستراتيجيات وتقنيات وأساليب تعليمية تضمن تحقيق التفاعل والتكامل، وإثراء الموقف التعليمي بين المعلِّم والطالب، كما يجب مساعدة أولياء الأمور في الحصول على أجهزة الحاسب الآلي، أو الآيباد بالسعر المناسب.أمَّا التأثيرات السلبية في حال التوسُّع في التعليم عن بُعد، فإن الأمر يحتاج إلى الدراسة بجدية. منصَّة «مدرستي»- تحسين منظومة التعليم وتطوير المنهج وطرق الدراسة.- إنشاء بيئة إلكترونية افتراضية فعالة.- تسجيل الدخول عبر حساب ميكروسوفت الخاص بكل طالب.- تقارير الغياب من خلال الاحصائيات والتقارير.- منح الطالب فرصة معرفة مستواه في تلقي المعلومة.- أداء الواجبات والاختبارات الموجودة في الشاشة الرئيسة.- استطلاع الرأي من خلال النقر على أيقونة الاستبيانات.- التواصل مع المعلِّمين من خلال إرسال رسالة نصية.مصادر المحتوي التعليمي- الدروس المعروضة على قنوات «عين»، أو المسجلة على قناة اليوتيوب.- الأنشطة التعليمية.. الواجبات والأنشطة الإلكترونية، وحلقات النقاش الإلكترونية.- التقييم والاختبارات.. التقييم الإلكتروني المُعدُّ من قِبل المعلِّم.- التقييم الذاتي الإلكتروني المفتوح.متحدث التعليم يلتزم الصمت«المدينة» حاولت الحصول على رأي المتحدِّث الرسمي بوزارة التعليم، وخاطبته رسميًّا منذ أسبوع دون أيِّ ردٍّ، وقد طلبنا منه إيضاح وجهة نظر الوزارة حيال التعليم عن بُعد، والمدمج، والصعوبات التي تواجه الكثير من الأُسر على صعيد توفر الأجهزة، وضعف الإنترنت، ومؤهلات المعلِّمين، وغيرها لكن لم تتلقَ إجابةً حتى موعد نشر التقرير.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى