محليات

التوترات السياسية.. هل تزيح الاقتصاد من طاولة العشرين؟

التوترات السياسية.. هل تزيح الاقتصاد من طاولة العشرين؟

اتفق 4 خبراء تحدثوا مع «سكاي نيوز» على أن التوترات السياسية المعلنة والخفية بين القوى العالمية الكبرى أزاحت بقدر ما الأولويات الاقتصادية من على طاولة نقاشات المشاركين بقمة مجموعة العشرين هذا العام.وقالت الباحثة في الشؤون الدولية المقيمة في واشنطن، هديل عويس، «إنه على ما يبدو أن الدول الكبرى تناست جائحة كورونا التي شكلت خطرا وجوديا عالميا لكل الدول على حد سواء، وعادت للتركيز على الخلافات السياسية فيما بينها، رغم وجود قيادة ديمقراطية في البيت الأبيض وعدت الأمريكيين بالتعامل مع الأزمات الوجودية التي تلمس عامة الشعب الأمريكي مثل الأوبئة والتغير المناخي والتدهور الاقتصادي.وتابعت أنه حاليا نرى الإدارة الأمريكية تصب كل اهتمامها على الصراع في أوكرانيا ومواجهة روسيا، مع استمرار الولايات المتحدة في تركيزها على الصين كونها أكبر خطر على أمريكا من وجهة نظر الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة.الحرب الأوكرانيةأما المتخصص في العلاقات السياسية والاقتصادية الصينية الأمريكية، عامر تمام فقال إنه لا يمكن فصل الأوضاع السياسية عن الاقتصاد، خاصة إذا كانت أحداثا كبيرة مثل الحرب الأوكرانية الروسية أو الصراع الصيني الأمريكي.وتابع: يمكننا أن نطلق على هذه القمة قمة محاولة ترتيب الأوراق السياسية، حيث تابعنا طغيان الحرب الروسية على الكثير من أعمال القمة لدرجة أنه كانت هناك خلافات بين القادة على مضمون مسودة البيان الختامي، بسبب رغبة أطراف إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، ورغبة طرف آخر إدانة العقوبات التي يفرضها الغرب والتي تؤثر على الأمن الغذائي أو أسعار الطاقة.وأضاف «على الجانب الآخر حملت قمة الرئيس بايدن والرئيس شي أهمية كبيرة للغاية، لا تقل في أهميتها عن قمة العشرين نفسها، ورغم كونها قمة سياسية بين الرئيسين إلا أنها حملت تطمينات بعدم التصعيد بين البلدين، وألا ينجر العالم للمزيد من الصراعات، وضمان سلاسل التوريد والتقليل من تداعيات أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على الأقل في المستقبل القريب».ملف الاقتصادمن جانبه قال الكاتب الصحفي المقيم في الولايات المتحدة، مصطفى النجار إن قمة العشرين الحالية في إندونيسيا هي قمة الحرب والهيمنة، وتستحوذ قضايا عدة على طاولة المجتمعين، إذ تسعى خلالها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لإعادة سيطرتهم على دول العالم سياسيا وعسكريا وكذلك اقتصاديا.لكن النجار يرى وعلى عكس كل قمة سابقة فإن ملف الاقتصاد رغم كونه الأبرز على الساحة الدولية حاليا، وعلى الرغم من أن جميع دول العالم بلا استثناء تعاني من موجات تضخمية شهرية تعصف بسكانها، إلا أن ملفات الأمن وعودة الجناح الغربي بقيادة أمريكا هو المهيمن على النقاشات المعلنة وفي الغرف المغلقة بقمة العشرين.الخلافات السياسيةفيما قال الأكاديمي المقيم في واشنطن، عقيل عباس إنه دائما تكون الخلافات السياسية لها مرتبة متقدمة على الاقتصاد، لأن التفاهم على أي قضايا اقتصادية يحتاج مناخا سياسيا مناسبا.وأضاف أنه يعتقد أن قمة العشرين هذا العام وبسبب شدة الخلاف السياسي العالمي حول الحرب في أوكرانيا، فإنه لا يوجد إطار سياسي ملائم للتوصل لاتفاقات اقتصادية أو حتى التعاطي والتفاعل مع قضايا اقتصادية.وتابع أن الاقتصاد على طاولة قمة العشرين في إندونيسيا سيذهب ضحية للخلافات السياسية الناشئة عن الأزمة الأوكرانية وصراعات أخرى عسكرية وأمنية مباشرة وغير مباشرة، مما يصعب من عملية التعاون الاقتصادي الجاد بين المشاركين في قمة العشرين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى