محليات

أسبلة المؤسس.. شواهد تاريخية على العناية بالحرمين

أسبلة المؤسس.. شواهد تاريخية على العناية بالحرمين

منذ أن وحد الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – المملكة؛ ظلت العناية بالحرمين وقاصديهما ركنا أصيلا في نظام الدولة وتوجيهات القيادة، وأول ما عني به مؤسس البلاد تأمين محطات استراحة لقوافل قاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي، باعتماد ثلاثة أسبلة في جهات محيطة بمكة المكرمة، وتجديدها على مدى الحياة، لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وجميع العابرين بالدروب المؤدية إلى الكعبة المشرفة، والمدينة المنورة، وظلت الأسبلة مصدرا لتوفير الماء العذب، وتأمين المياه من خلال حفر آبار تكون على طرفي الطرق من وإلى مكة لينهل منها كل محتاج، وتتزود القوافل بما تحتاجه من المياه على اجتياز المفازات وحفظ حياة البشر والدواب.ومن الأسبلة التاريخية «سبيل الحديبية» على طريق مكة، جدة القديم وتفصله عن بئر الحديبية مسافة 300م شرقا، وحرص الملك عبدالعزيز على العناية به منذ عام 1361هـ، وتجديده، وتأمين كل ما يلزم للسبيل من أحواض، مستطيلة الشكل، ومسقوفة، وفتح منافذ لسقيا الماء في واجهته، ويتم ملء حوض السبيل عن طريق قناة تخرج من حوض البئر التي تلتصق بالسبيل من الشرق، وللسبيل واجهة هرمية الشكل بأعلاها البسملة داخل حافة دائرية، وبأسفلها نص التجديد.فيما يبعد سبيل حداء 9 كلم غربا عن أعلام الحرم الغربية ملاصقا للجدار الغربي للبئر التي بني بجوارها، ويقع على طريق مكة – جدة القديم، وصمم على شكل حوض مستطيل بفتحات السقيا في الجدار الشمالي والغربي، وثبت في واجهة الغربية لوحة من الجبس يذكر فيها تاريخ التأسيس. ولا تزال حداء أحد أبرز شواهد الأسبلة التاريخية في قلب وادي الشميسي.ويقع سبيل أم الجود على يسار القاصد طريق مكة – جدة، وتعرف المنطقة اليوم بأم الجود، وجدد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عمارته عام 1362، ببناء حوض مستطيل الشكل مسقوف، تتوج واجهته الغربية شرافة هرمية الشكل متدرجة بأعلاها البسملة داخل حافة دائرية الشكل نفذ بها النص التأسيسي الذي يؤرخ لتجديد عمارة السبيل، وفي جدرانه الغربية والجنوبية والشرقية توجد فتحات للسقيا، ويملأ حوض السبيل عن طريق أنبوب فخاري متصل بحوض ملاصق للبئر التي بني السبيل بجوارها، وحرص الملك المؤسس -رحمه الله- على بناء أسبلة المياه لعدم كفاية الأسبلة التاريخية، وزيادة ‏العمران في مكة وجدة، وتم البناء بمواد محلية بالصب في القالب، وهي طريقة تتناسب مع الإمكانات المادية المتوفرة في ‏ذلك الوقت.وأكد الباحث في التاريخ المكي ومعالم السيرة النبوية سمير برقة، أن ما يميز بئر سبيل المؤسس، هي وقوعها بالقرب من صلح الحديبية وبيعة الرضوان، غرب مكة المكرمة 20 كلم، مبيناً أنه يأتي ضمن الآبار التي حرص على إنشائها المؤسس، مثل سبيل بئر أم القرون وسبيل حداء وسبيل بئر المقتلة الواقعة غربي مكة المكرمة، وذلك في سبيل سقيا قوافل الحجاج والمعتمرين وإمدادهم بالماء قبل وصولهم إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.وأضاف برقة بأن هذه الآبار وبسبب عدم العناية بها، تعرضت لزحف الرمال، مطالبا الجهة المعنية بالاهتمام والعناية بتلك المواقع التاريخية؛ سواء كانت مساجد أو آبار للحفاظ عليها من الإهمال وعوامل الزمن.ولفت إلى بدء العمل بتسوير بئر سبيل المؤسس بالشميسي عند نقطة التفتيش طريق مكة جدة القديم وكذلك إدخال أعلام الحرم ضمن التسويرتوصيات للعناية بالأسبلة

وضع حرم بمساحة 10م × 10م لكل موقع
تسويرها ووضع لوحات إرشادية تعريفية
تسجيل هذه الركائز الأثرية الوطنية ضمن قائمة التراث العمراني بالمملكة ومنظمة اليونيسكو
ترميمها وتطويرها وإعادة توظيفها

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى