محليات

«مستقبل التحلية».. تحول تقوده المملكة لأمن مائي مستدام

«مستقبل التحلية».. تحول تقوده المملكة لأمن مائي مستدام

منذ انطلاقة مسيرة تحلية المياه المالحة عام 1932م والمملكة تتبوأ موقع الريادة في هذه الصناعة عالميا، ومنذ إنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عام 1974م كمؤسسة حكومية مستقلة ذات شخصية اعتبارية، وهي تلعب دورا مهما في تلبية احتياجات العملاء من المياه المحلاة بكفاءة وموثوقية وبأقل تكلفة ممكنة وأعلى مردود اقتصادي، حتى أصبحت أكبر منشأة منتجة لمياه البحر المحلاة في العالم، ونموذجا للتميز العالمي، وذلك عبر تنفيذ وتشغيل المشاريع والمحطات العملاقة والالتزام بالجودة والاحترافية وفق أعلى المعايير.وأولت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 اهتماما بالغا بتعزيز دور المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في حماية الأمن المائي للمملكة العربية السعودية، من خلال عدد من المبادرات النوعية التي أطلقها برنامج التحول الوطني، من ضمنها: مبادرة تعزيز المصادر من المياه المحلاة، وزيادة الكفاءة والأداء، وبناء قدرات المحتوى المحلي، وأسهمت تلك المبادرات في تحقيق العديد من المنجزات الكبرى والأرقام القياسية التي تعزز دور المملكة العربية السعودية الريادي في صناعة تحلية المياه.التحلية في الفضاءانطلاقا من مكانة المملكة في صناعة تحلية المياه، استضافت المملكة ممثلة في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مؤتمر مستقبل التحلية الدولي الذي يعد الحدث الأبرز في هذا المجال، حيث يلتقي شركاء الصناعة لصنع مستقبل تحلية المياه، بهدف المشاركة في إنشاء خارطة طريق لتطوير صناعة موارد المياه غير التقليدية حتى عام 2030.يعد المؤتمر الذي عقد في الفترة من 11-13 سبتمبر 2022، تحت شعار «التحلية في الفضاء»، أول تجمع عالمي من نوعه يستشرف آفاق وحلول مستقبل المياه في العالم لتطوير الصناعة وبحث وطرح الحلول المستدامة، وعلى مدى ثلاثة أيام وبمشاركة 120 متحدثا محليا ودوليا من بينهم وزراء للمياه وصانعو سياسات ومبتكرون وممولون ومسوقون ومشغلون ومقاولون ومطورون وموردو تكنولوجيا حول العالم، رسم المؤتمر خارطة طريق لتطوير صناعة تحلية المياه غير التقليدية حتى 2030، وذلك من خلال:

بحث الفرص لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 50%
تنمية الإيرادات في الصناعة
التحكم في سعر تحلية المياه ليصبح السعر القياسي العالمي (0.32 ) دولار للمتر المكعب
كما بحث المؤتمر دعم مكامن الابتكار في هذا المجال عبر استهدافه تشكيل تحالف يضم أفضل المبتكرين من أنحاء العالم، ملتزما بتسريع وتيرة انتقال الأفكار من الابتكار في المختبر إلى التطبيق التجاري على أرض الواقع.

واقع التحلية في المملكةتتصدر المملكة صناعة تحلية المياه عالميا، من ناحية القدرة الإنتاجية والتقنيات المستخدمة، حيث تنتج المملكة 22.2% من المياه المحلاة عالميا، تليها الإمارات العربية المتحدة بما يعادل 14% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة، كما تمتلك المملكة اثنتين من أكبر منظومات صناعة التحلية في العالم وهما منظومتا الجبيل ورأس الخير.كما نجحت المملكة في تحقيق قفزات نوعية من أبرزها رفع إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة من 3.6 ملايين م3 من المياه المحلاة يوميا، إلى 5 ملايين م3 في عام 2018 من دون أي زيادة في التكلفة الرأسمالية، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، حافظت المملكة العربية السعودية على الصدارة العالمية في معدلات إنتاج المياه المحلاة، للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، واستمرت في كسر رقمها القياسي وصولا إلى طاقة إنتاج 5.9 ملايين م3 يوميا بنهاية 2021.أرقام قياسية في تحلية المياه
حققت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة 3 أرقام قياسية مسجلة في موسوعة جينيس:
أقل وحدة تحلية استهلاكا للطاقة في العالم: 2.27 كيلووات في الساعة/م3.
أعلى طاقة إنتاجية لمياه البحر المحلاة عالميا: بـ 5.9 ملايين م3 يوميا.
أكبر محطة تحلية إنتاجا للمياه المحلاة لمحطة تحلية الجبيل: 1.4 مليون م3 يوميا.
الابتكار لأجل الاستدامةسعيا للامتثال البيئي بادرت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة باستبدال تقنية الوقود السائل في عدد من منظوماتها إلى تقنية التناضح العكسي الصديقة للبيئة، والتي تتميز بانخفاض تكلفتها المادية واستهلاكها المحدود للطاقة، مما سيحقق نتائج مبهرة على صعيد الاستدامة البيئية، إذ يتوقع أن تسهم تقنية التناضح العكسي في:

خفض استهلاك الطاقة بأكثر من 318,000 برميل مكافئ من الوقود يوميا
خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتجاوز 34 مليون طن سنويا بحلول عام 2024 تمثل أكثر من 30% من إجمالي الخفض المستهدف في رؤية المملكة 2030، إضافة إلى توفير مليارات الريالات.

تحقيق المعادلة الصعبةمع استمرار المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في الإنتاج الضخم للمياه المحلاة، وسعيها الأكيد لتعزيز دورها في التنمية المستدامة بالمملكة، كرست المؤسسة جهودها لـ:

المحافظة على مواردها
الالتزام بأفضل المعايير والممارسات
عمل المبادرات والبرامج التي ترفع من كفاءة استثمار هذه الموارد

ونجحت المؤسسة في حل المعادلة الصعبة والاستمرار في رفع الإنتاجية مع خفض استهلاك الطاقة باستخدام تقنية التناضح العكسي، لتحقق رقما قياسيا غير مسبوق لأقل وحدة تحلية استهلاكا للطاقة في العالم بـ: 2.27 كيلووات في الساعة/م3.رفع الكفاءة والأداءتأكيدا على حرص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على زيادة الكفاءة والأداء، حصلت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ممثلة في الأكاديمية السعودية للمياه، على الاعتماد في الرخصة الدولية للذكاء الاصطناعي كمزود لخدمات التدريب والاستشارات، مما يساهم في التطوير المستمر وفق أفضل الممارسات العالمية والذي يشكل الركيزة الأساسية للمحافظة على تميزها. كما حصلت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على 15 شهادة (آيزو 14001) لمحطات التحلية في: (الخبر، الجبيل، رأس الخير، ينبع، المدينة المنورة، الشقيق، الشعيبة، ضباء، حقل، رابغ، الوجه، أملج، العزيزية، الليث، القنفذة، فرسان) تحقيقا للمعايير البيئية، وشهادة (آيزو 14001:2015) لنظام إدارة البيئة للسنة الثالثة على التوالي، بالإضافة إلى حصول مركز التدريب في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على شهادة الاعتماد الدولي من المنظمة الدولية (IACET)، كمزود معتمد في التعليم المستمر والتدريب.بناء قدرات المحتوى المحلياستمرارا لجهود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في تنمية المحتوى المحلي وتوطين صناعة التحلية، تمت زيادة نسبة المحتوى المحلي بمصروفات المؤسسة في النصف الأول من عام 2022 إلى 58% بزيادة 16% عن العام الماضي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى