محليات

«الدرعية».. محطة تاريخية لانطلاق قوافل الحج

«الدرعية».. محطة تاريخية لانطلاق قوافل الحج

يمتد أداء فريضة الحج – الركن الخامس من أركان الإسلام – على مدى حقب تاريخية متعددة منذ وضع سيدنا إبراهيم – عليه السلام – أسس بيت الله الحرام في مكة المكرمة، فكان الخطاب الإلهي له بأن ينادي في الناس بحج البيت والطواف حوله والسعي بين الصفا والمروة، واستمر أداء الحج مع ظهور الإسلام شعيرة إسلامية رافقها شد المسلمين رحالهم من شتى أصقاع المعمورة باتجاه الأراضي المقدسة في الجزيرة العربية، وأصبحت اليمامة إحدى أهم طرق عبور قوافل الحجيج المقبلة من شرق العالم الإسلامي.ولطالما انطوت رحلة الحج طوال الأزمنة المتعاقبة على مشاق وأخطار كثيرة كانت تحيط بحركة القوافل التي تحمل حجاج بيت الله، حيث إن من يتأمل آليات الانتقال إلى الديار المقدسة في مكة المكرمة ذهابا وإيابا يرصد تماسا مباشرا مع طبيعة المراحل والظروف التي تكتنفها، بما يعكس الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الجزيرة العربية.وبعد تأسيسها عام 850هـ/ 1446م، تحولت الدرعية إلى إحدى أهم محطات توقف قوافل الحجيج؛ نظرا لتميز موقعها الاستراتيجي ووفرة الغذاء والماء، واستتباب الأمن والأمان والاستقرار في ظل وجود سلطة سياسية قوية أسهمت بفاعلية كبيرة في تأمين طرق القوافل من قطاع الطرق، ووفقا لوثيقة قديمة يظهر الأثر الجلي لأمير الدرعية إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي في تأمين وصول قوافل الحجيج إلى مكة المكرمة بكل يسر وطمأنينة.وكانت قوافل الحج في ذلك الوقت تسلك طرقا عدة مرورا بالدرعية محطة لانطلاقها، أهمها: طريق «أبا القد» الذي يعرف في وقتنا الحالي بطريق «القدية»، ويعد أقدم طرق الحج، وكان حجاج الدرعية يجتمعون في مجلس الدرعية في حي سمحان ثم يتجهون من عقبة «النصرية» إلى «عرقة»، تليها نزلة «القدية» ذات الوعورة الشديدة، وكانت الجمال خلال رحلة الحج تربط من الخلف خشية سقوطها ومساعدة لها على النزول، وتربط من رقابها صعودا، وتواصل القوافل طريقها باتجاه «قصور المقبل» و»المزاحمية».لمحة عن الدرعية• مع انطلاق مشروع تطوير بوابة الدرعية عام 2017 بدأت ملامح مرحلة جديدة في التشكل• تقع في الشمال الغربي من وسط العاصمة الرياض• تعد الوجهة التاريخية والثقافية والعصرية الأبرز في المملكة• سيسهم المشروع الذي يمتد على مساحة 7 كلم2 في تحويل الدرعية إلى واحدة من الوجهات السياحية التاريخية العالمية• تعد مصدر فخر وإلهام وموطنا لأجيال من الزعماء الذين قادوا المملكة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727م

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى