رياضة

«التعافي بالبلازما»

«التعافي بالبلازما»

شهد الطب الرياضي في الآونة الأخيرة تطورات جديدة في علاج إصابات الملاعب التي تطارد اللاعبين، إذ أوضح اختصاصي جراحة العظام والمفاصل الدكتور عمر حبش أن الإصابات الرياضية تعتبر من أكثر الإصابات شيوعاً في العالم، وفي الأغلب تكون في الأربطة والأوتار والغضاريف والمفاصل عموماً. وفي حين كانت الأدوية الطبية والعلاج الطبيعي والتمارين التأهيلية والتدخلات الجراحية والتنظيرية تمثل الخيارات الوحيدة المتاحة أمام المريض وطبيبه المعالج في السابق، تزايد الآن بقوة الاعتماد على تقنية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية لعلاج الإصابات الرياضية، إذ أصبحت من الخيارات الرئيسية والمفضلة عند الكثير من المتخصصين كإضافة متقدمة لأساليب العلاج التقليدية.

وقال الدكتور حبش لـ«عكاظ» إن فائدة هذه الحقن تظهر خصوصا مع الرياضيين، إذ تساعدهم على سرعة التعافي من إصابات الملاعب مثل إصابات الأربطة والأوتار في مناطق مختلفة من الجسم، وتساعدهم على العودة السريعة لممارسة نشاطهم الرياضي، وطبيب العظام وحده هو المخول بحقن البلازما في المفصل، إذ يقوم الطبيب بحقن البلازما مباشرة في المفصل المصاب، ويتوقع بنهاية العلاج تحقيق الأهداف التالية: تقليل الألم، تحسين وظيفة المفصل، إيقاف أو إصلاح التلف في الغضروف، تحفيز تكوين الغضروف الجديد، زيادة إنتاج السائل الطبيعي في المفصل.

وعن كيفية عمل البلازما الغنية بالصفائح الدموية على علاج الأنسجة المصابة قال: عند تعرض الأنسجة للإصابة يقوم الجسم بإيصال الصفائح الدموية المعبأة بعوامل النمو والمساعدة على الالتئام، وذلك للشروع في الإصلاح وإعادة بناء الأنسجة المصابة وكذلك العمل على الخلايا الجذعية التي لها دور حيوي في إعادة بناء الأنسجة، إذ تعمل هذه التقنية العلاجية المتقدمة، لما لها من قدرات طبيعية، على تعزيز جهود الجسم البنائية من خلال تقديم أعلى تركيز من الصفائح الدموية مباشرة إلى المنطقة المصابة.

وأوضح أنه لتحضير البلازما الغنية بالصفائح الدموية، يتم سحب عينة صغيرة من الدم (على غرار اختبارات الدم المعتادة كفحص صورة الدم مثلا)، ويتم وضعها بجهاز خاص (centrifuge) يقوم بتدويرها بسرعة عالية، وفصل الصفائح الدموية عن المكونات الأخرى، وتنتج هذه الخطوة تركيزات أعلى بكثير من الصفائح الدموية التي يتم حقنها في موضع الإصابة وحولها، مما يمثل شرارة البدء في عملية الالتئام وتعزيز إعادة بناء الأنسجة المصابة، ولأن المستخدم هو دم الشخص نفسه (دون أي تدخلات طبية خارجية)، فإن ذلك يقلّص بشدة من احتمال حدوث أي ردّ فعل عكسي من قبل الجسم أو الإصابة بالعدوى. كما يمكن تكرار العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية عند الحاجة مرات عديدة.

وأشار إلى أن هناك أموراً يجب تجنب القيام بها قبل العلاج أو بعده، بشكل عام، ومنها تجنب تناول الأدوية المضادة للالتهابات مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قبل سبعة أيام من حقن البلازما، تجنب تناول الأدوية المانعة لتخثر الدم قبل خمسة أيام من حقن البلازما، تجنب تناول الكورتيكوستيرويد قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من حقن البلازما، إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للركبة حتى يتمكن الطبيب من تحديد مدى الضرر الحاصل في المفصل، تناول الكثير من السوائل قبل يوم من حقن البلازما، تناول الأدوية المضادة للقلق قبل عملية الحقن، وذلك لتقليل التوتر لدى المريض، استخدام العكازات الداعمة لمدة تصل إلى يومين بعد عملية الحقن بالبلازما، وضرورة وجود شخص ما يقود السيارة للمنزل بعد حقن البلازما.

وخلص الدكتور حبش إلى القول: استخدام حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية على أيدي المتخصصين أدى إلى حدوث ثورة عالمية في علاج العديد من مشكلات العظام والمفاصل والأربطة بنجاح كبير دون حدوث مضاعفات أو أعراض جانبية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى