مختصون يناقشون “فن الإخراج السينمائي
تلا ذلك نقاش موسع حول إذا كان الكاتب هو المخرج، فكيف يتمكن من صناعة الأفلام في هذه الحالة، وجرى تأكيد ضرورة اتباعه لقاعدة “اكتب لنفسك.. ولكن أخرج للناس”، وإدراك أن صناعة الأفلام هي جعل شخص آخر يرتبط بالشعور الذي تريد توصيله، وضرورة انفصال المخرج في هذه الحالة عن النص بعد مرحلة الكتابة، والنظر إليه بعين مختلفة، بجانب منح الأولوية دائمًا للتنفيذ، وعدم التمسك بأفكارك الصعبة. وجاء ضمن فعاليات الجلسة الأولى أيضًا الحديث عن مهمة المخرج في مرحلة ما قبل صناعة الفيلم، من بداية ملف المعالجة، واختيار المنتج، وتحديد مسار الفيلم، وتكوين فريق العمل. واختتمت الجلسة الأولى أعمالها بسرد خطوات تحضير المخرج لعمليات التصوير مع استعراض أمثلة توضيحية، والتي جاء في مقدمتها تقليل المفاجآت في يوم التصوير.
أمَّا الجلسة الثانية للورشة، فكانت تحت عنوان: “التحديات وفرص التطوير”، وبدأت فعاليتها بالحديث عن الجانب البصري، وتوضيح كيف يتم تعامل المخرج مع مدير التصوير من خلال عرض بعض الأمثلة، والتي بدأت بالحديث عن قاعدة خط العيون والـ180 درجة، والدخول والخروج من المشهد “اتجاه الحركة”، واختيار العدسات، ومزاج الإضاءة، وتخلل هذا النقاش عرض بعض الأمثلة التوضيحية. تلا ذلك تمرين ارتجال جماعي عن عملية اختيار الممثلين، وتصميم الإنتاج والأزياء. ثم عاد النقاش خلال فعاليات الجلسة الثانية للورشة للحديث عن خطوات تعامل المخرج في موقع التصوير أثناء مراحل إعداد الأفلام والتي تضمنت عدة نقاط هامة أبرزها: التواصل مع الفريق، ومتى وكيف تتنازل بذكاء؟ وأخيرًا، أنهت الورشة أعمالها بالحديث عن مرحلة التحرير من خلال القصة والمشاعر التي تتشكل في هذه المرحلة، وتضمنت تصميم الصوت، والموسيقى، والتلوين.
في الختام خرجت الورشة بعددٍ من التوصيات، أبرزها: الفهم العميق للنص، والقدرة على ترجمته بصريًا، ودراسة الجمهور وفهم متطلبات السوق، واستغلال الفرص في البيئة السينمائية الناشئة، والتوازن بين الأفلام التجارية والفنية.
تأتي هذه الورشة امتدادًا للشراكة بين “هيئة الأفلام” وموقع “سوليوود” السينمائي، للمساهمة في بناء وتعزيز العلاقة مع المجتمع السينمائي، والوقوف على هموم المختصين والعاملين في الصناعة؛ بالإضافة إلى تحديد أبرز التحديات التي يواجهونها، والتعريف بالفرص الجديدة في القطاع وتزويد المهتمين والمختصين بها.
وتواصل “هيئة الأفلام”، جهودها لخلق الظروف المناسبة لإحداث قفزة نوعية في قطاع الأفلام محليًا، وترسيخ صناعة السينما السعودية، والارتقاء بالمحتوى المحلي لكي يحقق المعايير العالمية.