ندوة للتعريف بـ “تاريخ الدبكة” في مهرجان “قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية” الثالث
وأشار المصري إلى أن الدبكة جزء مهم من التراث التقليدي الأردني، وتمارس في الأعراس والمناسبات الوطنية، موضحًا أن هناك ما يقارب من 20 نوعًا من الدبكة الأردنية؛ من أشهرها: دبكة (التسعاوية) وتُعرف بالدبكة (المعانية) وهي من أجمل الدبكات الأردنية، وتدبك على أنغام المجوز أو الشبابة أو القربة، إضافةً إلى الدبكة (العسكرية)، وتكون الأيدي فيها متشابكة فوق الأكتاف على شكل دائرة مغلقة أو مفتوحة، وقلما تشارك فيها النساء لأنها مجهِدة.
وتطرق المصري لدبكة (الغوارنة) التي تسمى أيضًا بدبكة (ديرعلا)، وتكون الأيدي فيها أيضًا متشابكة فوق الأكتاف، وتمتاز بالسرعة الفائقة والحركات المتعددة، ثم عرج على دبكة (الكرادية)، التي تسمى أيضًا الطيارة، وتتميز بإيقاعها السريع في حلقة مفتوحة؛ حيث يتحرك المشاركون بالدبكة من اليسار إلى اليمين، مؤكدًا بأن أشكال الدبكات الأردنية كثيرة وتأثرت بالموقع الجغرافي للأردن وسط بلاد الشام.
وعقب ذلك تحدث “العدوان” عن أصل كلمة (دبكة) في اللغة العربية؛ الذي يعزز فرضية أصولها العائدة إلى الحضارات القديمة، فهذه الكلمة مشتقة من اللغة السريانية، كما أن (الدبكة) نتجت من خبط الأقدام بأسطح المنازل الترابية لتسويتها حتى لا تتسرب الأمطار منها مع نطقهم “دِ العونة.. دِ العونة” السريانية؛ أي العونَ العونَ، فصارت الدلعونا والهوارة وغيرهما من متلازمات الدبكة التي ترافقها حتى ينشط المؤدون، ويُبث الحماس في نفوسهم، ويكون الخبط بروح موحدة.
وبيّن أنها انتقلت في العصور القديمة من القرية ثم إلى المدينة ثم إلى المسارح والزواجات، واتسمت بكونها تقليدية وتراثية، ثم دخل عليها الطبل فالآلات الموسيقية، كما أن للطبيعة تأثيرها على نوع الدبكة، مفيدًا بأن المناطق القريبة من الصحراء دبكتهم خفيفة، إذ إن البيئة تحكم على الدبكة.