الثقافة

الفنون الأدائية السعودية وفنون الإكوادور وكوريا واليونان تتألق في قصور آل مشيط بمهرجان قمم الدولي

الفنون الأدائية السعودية وفنون الإكوادور وكوريا واليونان تتألق في قصور آل مشيط بمهرجان قمم الدولي

احتضنت قصور آل مشيط التراثية في محافظة خميس مشيط مساء اليوم، عددًا من الفرق التقليدية السعودية والدولية المُشارِكة في فعاليات مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية الثالث؛ الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في منطقة عسير.وقد وجدت الفنون التي قدمتها دول مثل الإكوادور، وكوريا الجنوبية، واليونان، إضافةً إلى فرق عدة من منطقة عسير، تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذي مثّل جميع فئات المجتمع. حيث عرضت (الإكوادور) ثلاثة فنون جبلية هي (سيسا باشا)، و(أوكتافاس دي كايامبي)، و(تشاغرا فيستيفو)؛ وهي فنون تتغنَّى بجمال الطبيعة وخصوبة الأرض، وتُؤدى كذلك في العطلات للاحتفال للخروج من صخب الحياة اليومية.

وأما (كوريا) فتميزت بتقديم فنون تقليدية عدة يجمعها فن (الأكمام الطويلة)، ويعبِّر هذا الفن عن الفلسفة الداخلية للطبيعة البشرية، من خلال ارتداء رداءٍ بأكمام طويلة (هانسام)، وقبعة بيضاء (كوكال)، وقدّمت كذلك فن (جانغو تشام) الذي يُستخدم في جميع أنواع الموسيقى التقليدية الكورية، بما في ذلك موسيقى (بونغريو) التقليدية والموسيقى الشامانية، ويُستخدم أيضًا في الفنون الأدائية التقليدية مثل الموسيقى الصوتية، ويساعد استخدام آلات الإيقاع في خلق مجموعة متنوعة من الإيقاعات.

كما أدت الفرق الكورية فن (سوغو تشام)؛ الذي يعرف أيضًا بـ(الأداء الطبل اليدوي)؛ وهو أداء مستمد من الموسيقى التقليدية الكورية؛ التي يؤديها الفلاحون مع إضافة بعض الكلام والحركات التي تزيد من حماسة الجمهور وتدفعه للمشاركة، إلى جانب فن (بونغمول)؛ الذي يعتبر تقليدًا موسيقيًا يدمج بين العزف على الطبول والأداء الجماعي، والغناء، وعادةً ما يُؤدى في الهواء الطلق.

وأدت الفرقة التقليدية اليونانية المشاركة في المهرجان فن (كريت)؛ وهو فن تقليدي ينقسم خلاله المؤدون إلى مجموعتين من الرجال والنساء، حيث يؤدي الرجال الفنون السريعة المعروفة بـ(بيديختوي) وتؤدي النساء (الزوجات) الفنون الدائرية المعروفة بـ(سيرتوي).

وفي الإطار نفسه، قدمت فرق من منطقة عسير فنونًا عدة مثل (الخطوة)؛ الذي يعتبر من أبرز الفنون الأدائية الجنوبية، وله ألحان عديدة وقصائد يغلب عليها الطابع الوجداني والغزلي. وقد سمّي بالخطوة لتناسق خطوات مؤديها؛ الذين يقفون في صفين متقابلين، وله أداء حركي يميزه عن بقية الفنون، وهو إنحناء عامودي يسمى (الهكبة)، وللخطوة إيقاعات عديدة أبرزها (الزي، والزلفة، والجزة، والمهراز، والتنكة، والبرميل)، ويرتدي المؤدون لفن الخطوة الأزياء المتعارف عليها في المنطقة.

وقُدِم كذلك فن (المسيرة)؛ وهو فن أدائي مكمِّل للعرضة الجنوبية، معتمد على قصائد شعرية ذات دلالة تناقش موضوعًا مجتمعيًا أو حدثًا بارزًا، ولا تستخدم فيها أي مؤثرات كالطبول ونحوها، بل يعتمد المؤدون على أصواتهم الجهورية في الضرب بالأرجل على الأرض في أداء متناغم.

62

وكذلك قُدم فن (المدقال)؛ وهو عبارة عن دخول مجموعة من الرجال بالسلاح العربي القديم لا يقل عددهم عن خمسة أفراد بحركة موحّدة وإيقاع موحّد بالأقدام والأيدي وحركة السلاح، يقودهم في الصف ضابط للإيقاع يتبعه كلٌّ من هم في صفه، ويكون الإطلاق بالبندقية جماعيًا في الساحة المخصصة له.

وتلاه فن (اللعب)؛ وهو يأتي عادةً بعد أداء فن العرضة في المناسبات العامة والخاصة، وله إيقاع مخصص تتناغم معه الصفوف، ويجتمع في اللعب الشعر والموسيقى والحركة الجماعية المتناسقة، وهو فن مستقل بذاته عن الموسيقى والشعر، ويطرأ عليه تغيُّر بسيط في (الهكبة) التي تعد الجزء الأبرز من حركاته الأدائية.

وتعتبر قصور آل مشيط من المواقع التراثية البارزة في منطقة عسير، حيث يعود بناء أهم قصورها مشرف إلى عام 1879م، وكان يتكون من خمسة أدوار من الطين، وألحقت به عدة ملاحق ومجالس ومسجد وبئر، وقد زخرف بالطراز الفني العسيري.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى