اقتصاد

مختصون: يطالبون بضوابط اكثر صرامة على شراكات توصيل الطعام

مختصون: يطالبون بضوابط اكثر صرامة على شراكات توصيل الطعام

طالب مختصون بضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة مع تشديد الرقابة على شركات توصيل الطعام ، في ظل الانتشار الكبير لمندوبيها بشكلٍ ملفت في الميادين والطرق الرئيسية، اضافة لإستخدام الكثير منهم لسيارات متهالكة ودراجات نارية لاتتوفر بها وسائل السلامة مما يعرض الطعام للتلوث وفقدان جودته.إلى جانب قيادة دراجاتهم بسرعات مذهلة، بغية إيصال الطلب بأسرع وقت ممكن، واللحاق بطلب جديد، والقيادة الخطيرة التي ينتهجها كثير منهم عبر الخطوط والطرق السريعة والرئيسة والفرعية داخل المدن وخارجها، بالإضافة إلى التنقل بعشوائية بين المسارات، واستخدام الهاتف النقال خلال القيادة، وتظهر سيطرة غير السعوديين على العمل كمندوبي توصيل، ويعمل معظمهم دون تراخيص.في البداية يقول طلعت حافظ امين عام لجنة التوعية في البنوك سابقاً والكاتب الاقتصادي ، بالرغم من أهمية خدمة التوصيل، إلا أنها محاطة بالعديد من أوجه القصور المرتبطة من حيث الأداء، ما يتسبب في تشويهها والتقليل من منافعها وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية.

وقال من بين أبرز أوجه القصور وأهمها؛ تفاوت الالتزام بمعايير سلامة الغذاء من شركة إلى أخرى، بما في ذلك التزام قائدي وسائل التوصيل أو النقل، والتي من بين أبرزها الدراجات النارية باشتراطات السلامة المرورية، وسلامة صحة الغذاء، وفق المعايير الموضوعة من قبل الجهات المسؤولة بالدولة، كوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والإدارة العامة للمرور وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

وقال تكمن الإشكالية الأخرى لخدمات التوصيل، والتي نلحظها بشكل يومي بطرقاتنا وفي شوارعنا، عدم التزام قائدي وسائل النقل، وبالذات قائدي الدرجات النارية بالضوابط المرورية، وبالذات من حيث وسائل السلامة الضرورية لسلامة قائد الدراجة، كارتداء الخوذات الواقية للرأس من الإصابات المحتملة في حال وقوع حادث سير لا سمح الله، وغيرها من وسائل الحماية والوقاية.

كما أنه من الملاحظ تهور قائدي الدراجات النارية وعدم التزامهم بمسار محدد بالطريق وتداخلهم مع المركبات العادية، مما يتسبب في وقوع حوادث سير مؤلمة وجسيمة، هذا بالإضافة إلى أن الدراجات تفتقر للمتطلبات المرورية، التي تؤهلها للسير بالشوارع والطرقات، كأنوار الإضاءة الأمامية والخليفة وإلى غير ذلك من تلك المتطلبات المرتبطة بسلامة وسائل النقل المتحركة على الشوارع.

خطر يتجول

وتحدث الكاتب الاجتماعي صالح عبدالله المسلم، عن واقع حال الدراجات النارية التي تجوب شوارع مدن المملكة بكلِّ فوضويَّة وإزعاج، ويقول يتسارعُونَ لـتوصيل الطلبات؛ ليكون لهم من الكعكة أكبر قطعة على حساب النَّاس وراحتهم، والأُسر والعوائل، فكثرت الحوادث، وانتشرت الفوضى؛ وخلقوا فوضى عارمة بكلِّ تفاصيل الحياة، ومُخترقين كلَّ بنود وأبجديَّات ومبادرات وبرامج (جودة الحياة)، كاسرين الأنظمةَ والقواعدَ.مطالباً بضرورة وضع ترتيبات عاجلة لهذا القطاع المهم والذي بدأ يتوسع سريعاً .

مطالباً الأمانات، ووزارة التجارة، ووزارة الموارد البشرية، وكافة الجهات الأخرى المعنية، بتدارك الوضع قبل تفاقم الأمر، وتضع شروطًا وأنظمةً لـ»أصحاب التوصيل السريع» ويكون هناك تقنين وقواعد وأوقات ومسارات ولوائح لا يتجاوزها هؤلاء، ولا شركاتهم التي تجني ملايين الريالات على حساب الوطن والمجتمعات.

وقال الأخصائي الاجتماعي محمد السيد ، أن ممارسة مندوبي التوصيل مهنتهم بدون التزامهم بالضوابط والشروط ، له اثر صحي كبير على المجتع ، مشيراً ان مع تطور التقنيات الحديثة وتغير اسلوب الحياة اصبح الاقبال على هذه التطبيقات جزء من حياة الفرد ، فتجد في المنزل جميع افراد العائلة محملين في اجهزتهم تلك البرامج المختصة في توصيل الأطعمة ، مما يتطلب وضع آلية لتنظيم هذا القطاع الذي اصبح الدخول فيه سهل جداً للمخالفين وغير النظاميين .

العمل دون تصريح

يبيّن مقيم أسوي يعمل مندوبا للتوصيل على الدراجة النارية أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من سنتين ، ويوصل الطلبات إلى المنازل والاستراحات، وكذلك المدارس وبعض المقرات الحكومية والخاصة. وقال ، أنا موظف في احدى الشركات بمحافظة جدة ،وبعد انتهاء دوامي أعمل في توصيل الطلبات والطعام حتى منتصف الليل .

وعن سؤاله هل لديه تصريح رسمي لمزاولة المهنة أو كرت صحي يبين خلوه من الأمراض ، قال لايوجد لدي ولم أتعرض مطلقا لأي مساءلة أو حتى الإيقاف خلال توصيلي للطلبات .

٨ الآف دخلا شهريا

يشير مقيم من جنسية عربية، يعمل مندوب توصيل على دراجته النارية، إلى أنه بدأ العمل في هذه المهنة منذ تفشي وباء كورونا، مؤكدا أنه كان يجني دخلا يوميا يتجاوز الألف ريال، وذلك لكثرة الطلبات، حتى أنه كان يضطر للاعتذار عن بعضها.

ويضيف أن أجر التوصيل كان يبلغ ضعف الأجر الحالي، خصوصا في أوقات منع التجول التي فرضها كورونا. ويبيّن أن أجرة توصيل الطلب حاليا تتراوح بين 20 و30 ريالا اعتمادا على بُعد المسافة أو قربها، وحجم الطلب ونوعيته وكميته، موضحا أنه يجمع أحيانا عدة طلبات لتوصيلها في وقت واحد، حتى أن حجم دخله الشهري حاليا يتجاوز الـ ٨ الآف ريال، ولافتا إلى أنه يستقطع جزءا منه لكفيله، وجزءا لدفع إيجار سكنه وفواتيره وباقته الشهرية للاتصالات والإنترنت.

اعلانات المندوبين

تشهد منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي وغيرها من التطبيقات كثير الإعلانات التي تحمل أرقام جوالات أولئك المندوبين الذين يبدون استعدادهم لإيصال الطلبات في أي وقت وإلى كل مكان، ناهيك عن تعاونهم مع المحلات والمطاعم والأسواق الكبرى والكافيهات.

مصادرة الدراجات

من جهتها، كثفت الإدارة العامة للمرور مراقبتها من خلال فرقها الميدانية على متابعة مندوبي توصيل الطلبات المنزلية وذلك لتأكد من نظاميتهم وفق الأوراق الرسمية . مع التأكيد على أهمية وجود لوحة للدراجة، ورخصة قيادة وسير، وارتداء الخوذة في أثناء القيادة. وتوعدت بمصادرة دراجاتهم النارية في حال عدم التزامهم بالأنظمة المرورية.

كما نبّهت «المرور» على أصحاب المحال التجارية والمطاعم بأهمية التزام قائدي الدراجات النارية المستخدمة في توصيل الطلبات بالأنظمة المرورية.

توطين المهنة

وقد صدرت توصية عن مجلس الشورى، لتوطين هذه المهنة، وتطوير الأدوات التشريعية والرقابية اللازمة لتوطينها، مركزةً على أن الاعتماد على التوصيل بالدراجات النارية يحتاج إلى مزيد من الرقابة، للتأكد من عدم خلو تلك الدراجات من وسائل السلامة والأمان والإضاءة العاكسة، ومن ارتداء قائديها الملابس الواقية، والمخصصة لحماية الرأس والأطراف. كما تساعد في عكس الإضاءة الليلية، مع تحديد أبعاد الدراجة النارية، وحملها اللوحات المرورية.

دعم السعوديين

وكانت الهيئة العامة للنقل قد دعت الشباب والفتيات السعوديين إلى الاستفادة من برنامج دعم العمل الحر في “تطبيقات توصيل الطلبات”، الذي يستهدف العاملين المتفرغين في هذا النشاط، وكذلك الباحثين عن عمل، حيث يُقدم الدعم من قِبل صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” كأحد أهداف الهيئة بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” للإسهام في رفع مستويات التوطين عن طريق تغطية الاحتياج في هذا النشاط الحيوي والواعد، وإيجاد فرص عمل جديدة وفق أنماط العمل المختلفة.

وأوضحت الهيئة أنها اعتمدت 16 تطبيقًا معتمدًا في نشاط تطبيقات توصيل الطلبات؛ لتأهيل المتقدمين للمبادرة، وتقديم الفرصة للشباب والفتيات للاستفادة من الدعم الشهري الذي يصل إلى 3000 ريال شهريًا، في حال تقديم 30 طلبًا على الأقل في الشهر.

—-

١٦ تطبيقاً معتمد للتوصيل

٣ الآف دعم للسعوديين شهرياً

ابرز مخالفات مندوبي التوصيل

القيادة بدون رخصة

التهور في القيادة

العمل لحسابه الخاص

عدم لبس الخوذة

سيارات متهالكة

كثرة حوادثهم المرورية

العمل دون كرت صحي

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى