محليات

التقويم الخارجي للمدارس صمام أمان للجودة وكبح الهدر بالتعليم

التقويم الخارجي للمدارس صمام أمان للجودة وكبح الهدر بالتعليم

يتطلع خبراء وتربويون إلى تطبيق برنامج التقويم الذاتي والخارجي والنموذج الإشرافي الجديد بشفافية ووضوح بعيداً عن الشكلية من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة التي تنعكس على جودة المخرجات وحسن توظيف الموارد والحد من الهدر التعليمي، لاسيما وأن النتائج مرتبطة في المحصلة النهائية برؤية فريق التقييم الخارجي.وأكد خبراء أن البرنامج في حال تم تطبيقه وفق أسس علمية ومنهجية سيكون له أثر إيجابي على الميدان التربوي والمدارس وسيمكنها من الحصول على الاعتماد المدرسي ويحد من هدر الموارد البشرية وتكرار الزيارات الإشرافية.و نفذت أكثر من 22 ألف مدرسة حكومية وأهلية وعالمية التقويم الذاتي ضمن البرنامج الوطني للتقويم المدرسي فيما بدأت هيئة تقويم التعليم والتدريب في التقويم الخارجي لقياس مستوى الأداء من خلال المنصة الرقمية « تميز « التي أطلقتها الهيئة.التقويم الخارجي هو المحكويرى الخبير في القياس والتقويم الدكتور محمد بن إبراهيم الملحم أن برنامج التقويم الذاتي والخارجي جيد لاستفادته من التجارب الدولية المتميزة ومنها التجربة البريطانية التي تعتمد على منظمة مستقلة للتفتيش وهذا الأمر الآن يتم تطبيقه من هيئة التقويم والتدريب وأكد أن تقويم المدارس كان له أثر جيد على جودة المدارس في بريطانيا وقد مررت بتجربة شخصية في بريطانيا حينما أردت التعرّف على المدارس الملائمة لأبنائي وسيكون انعكاسه جيداً وسنجني النتائج إذا تم تطبيقه بشكل جيد أما إذا كان التطبيق ضعيفاً فسيكون الانعكاس شكلياً ولابد من الصبر والانتظار.وقال الملحم :عندما تحدثت مع بعض التربويين في إدارات التعليم لمست منهم ايماناً بهذا المشروع مشيراً إلى أنهم ينظرون إليه من منظار الإشراف التربوي ويرون أنه نظام إشرافي جديد وبدلاً من أن يشرف المشرفون بالطريقة التقليدية، أصبح الآن عبارة عن تشكيل فرق تزور المدارس التي أثبت التقويم الخارجي احتياجها للزيارة وذلك من أجل تحسينها وتقويمها ومساعدتها وبالتالي أخذت الزيارات الإشرافية صيغة جديدة.وعن ضوابط التطبيق قال الدكتور الملحم إن الجدية والفهم الصحيح للمشروع هما الأساس في نجاحه، وهذا يذكرنا بنظام التقويم المستمر عندما بدأ تطبيقه في الأعوام الماضية ولم تكن الأدلة واضحة وتم تطبيقه بطريقة خاطئة.مؤشرات دقيقة في التقييموأضاف الخبير التربوي الدكتور رضوان أحمد الغامدي أن أهم ضوابط التطبيق الصحيح هو المسؤولية الذاتية نحو التقويم الجيد الذي يهدف إلى تحسين وتطوير الأداء المدرسي وكذلك توسيع المشاركة في التقويم حتى يكون له الأثر الجيد ويعطي نتائج أكثر دقة. كما أن تعدد مصادر التقويم تعطي مؤشرات دقيقة عن الأداء المدرسي ويمكن من خلالها معرفة الوضع الذي عليه المدرسة وما تحتاجه مستقبلاً من خلال وضع رؤية مستقبلية لعملية تطوير الأداء. التحقق من صدق النتائجولفت أحمد عبدالكريم -وكيل مدرسة بني ظبيان في الباحة إلى إمكانية التحقق من صدق نتائج التقويم من خلال قياسها على الواقع بالتقويم الخارجي الذي تنفذه هيئة تقويم التعليم والتدريب مؤكداً أن البرنامج شامل لكافة جوانب المدرسة بداية بالتشغيل والسلامة وانتهاء بأداء المعلمين، ولا يمكن التنبؤ بالنتائج قبل انتهاء العمل وأوضح الدكتور عادل مشعل الغامدي عضو هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة أم القرى أن هذا البرنامج يعنى بتقويم الممارسات والأداء في المؤسسات التعليمية ويعطي تصوراً شاملاً ومتكاملاً حول الأداء الحالي ومدى مطابقته للمعايير التي يقيسها التقويم بشقيه الذاتي والخارجي، ويشتمل التقويم الذاتي على العمليات والإجراءات التي تقوم بها المدرسة لمراقبة أدائها والتحقق من فاعليته وكفاءته ، بينما يشتمل التقويم الخارجي العمليات والإجراءات التي يقوم بها فريق التقويم الخارجي المصرح له من الهيئة لتقويم مستوى أداء المدرسة وقياس جودة مخرجاتها وفق المعايير والأدوات المعتمدة.ومن الضوابط المهمة أن يتفق في المقام الأول مع معايير هيئة تقويم التعليم والتدريب وأن يكون صادقاً في ما وضع لتقويمه، وأن يكون ثابتاً يعطي نتائج متقاربة فيما لو طبق من أكثر من مقوم، وأن يكون موضوعياً بعيدا عن الذاتية.الرقيب الخارجي صمام أمانوعرج المرشد الطلابي بثانوية بلجرشي أحمد بالخير على التجارب السابقة للتقويم في المدارس وقال: في خلال أقل من عقد مرت مدارسنا في التعليم العام بثلاثة برامج أو أدوات لتقييم الأداء وتحسين المخرجات بدءاً بالتقويم الشامل ومروراً بالمؤشرات وأخيراً التقويم الذاتي والخارجي الذي بدأت الوزارة تتهيأ له مع بداية هذا العام، وأيا كانت هذه المقاييس فنجاحها يقاس بمدى انعكاسها على الميدان التربوي ومدى قابلية تطبيقها وتوافقها مع برامج ونظم المدارس القائمة إضافة إلى مدى استدامة واستمرارية التطبيق للبرنامج.وأشار بالخير أن برنامج التقويم الذاتي والخارجي يتسم عن سابقية الشامل والمؤشرات بوجود (الرقيب) فريق التقويم الخارجي المختار بعناية من هيئة تقويم التعليم مما يجعلنا نتلمس فيه قدراً عالياً من المصداقية والوضوح، وبما أن البرنامج لايزال مضخماً بآثار الولادة و في خطواته الأولى فمن السابق لأوانه تقديم مقترحات أو حلول إلا وفق تغذية راجعة متزامنة تعالج ثغرات البرنامج وتعمل على تطويره ومواءمته مع الميدان التربوي، من جانبه قال المشرف التربوي بتعليم عسير عايض محمد آل عبيد ‏أن البرنامج سيعمل على شحذ الهمم ، وستسعى كل مدرسة على حث طلابها للاهتمام بالاختبارات الوطنية والتركيز على مواد القراءة والعلوم الرياضيات والمعلمين للتقديم على الرخصة المهنية، ومن الصعوبة بمكان الحكم على الدورة الأولى في نتائج التقويم واقترح أن يكون هناك تكافؤ بالفرص.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى