الثقافة

العلاوي ينثر إبداعه في “شيء من الذاكرة”  

العلاوي ينثر إبداعه في “شيء من الذاكرة”  

تستضيف صالة داما ارت المعرض الشخصي العاشر للفنان التشكيلي سعيد العلاوي تحت عنوان “شيء من الذاكرة”، والذي ضمن سلسلة من المعارض الفردية، كان آخرها المعرض التاسع بعنوان العلا في ذاكرة سعيد محمد العلاوي بالرياض سنة 2022م.

ويعد الفنان العلاوي صاحب تجربة ثرية تجلت في مفهوم الفن المعماري الذي يزخر بالموتيفات والرموز التراثية، وقد كتب الكثير من الفنانين التشكيليين والنقاد عن تجربته؛ حيث يقول الفنان والناقد احمد فلمبان : سعيد العلاوي فنان عريق صاحب التجربة الثرية التي بُنيت على معطيات سنوات طويلة من الجد والمثابرة والكفاح ، عكف خلالها من أجل الوصول إلى مسعاه في منتجه الفني إلى ما يمكن اعتباره الفن الخالص القائم على توازنات التشكيل البحت والأسلوب الخاص المتفرد ،ففي مجموعته “شيء من الذاكرة” نلاحظ إبرازه المعالم الهندسية والبنائية والزخرفية العالقة في ذكريات الماضي من خلال رؤيته الفنية فيما يتعلق في آثار البيئة الحجازية القديمة والأحياء الشعبية والمنازل والمساجد، وتصوير بعض المعالم التي اختفت مع عوامل الزمن ومبدأ التغير والتطوير ، وتلاشي العديد من القيم والتقاليد والتي أصبحت الآن من التراث لايعرفها ولم يراها الجيل الجديد بالرغم من إنها لم تمض من السنين نصف قرن..

ويتابع فلمبان مشيفًا: وفي طرحه هنا يؤكد في منظومته التشكيلية البساطة والعفوية في الطرح التشكيلي على شاكلة التلقائيين في مفهومهم والتنفيذ في تقنياتهم، وعلى منحى الوحشيين في معالجة اللوحة على الضوء المتجانس والبناء المسطح دون استخدام الظل والنور أو الاهتمام بالقيم اللونية، ولكنهم يبالغون في تعددية المفردات وزخمها وتكاثرها ونشرها في كل مساحة اللوحة وإظهارها بشكل عشوائي عفوي مبسط ، وهي تشبه الرؤى المجهرية للعوالم الصغرى التي تضج الحياة فيها على مقربة منا وفينا ولا نلمسها ، وهذا في ظني يمنحه الكثير من الحرية في الممارسة العملية والانفكاك من عنق الفكرة ،وعدم التقيد بتسجيل الانطباعات المرئية فقط ، بل يعبر عن مختزل الذاكرة والقيم الروحية والأسطورة أو المتوارثات من الحكايات والأساطير والمرويات التي كانت تُروى عن طريق الأمهات والجدات كما ينتهجه العديد من الممارسين والمتعاطفين مع المدرسة التعبيرية في هدفهم الفلسفي في عدم الفصل بين الإحساس عما يكنونه للحياة وبين طريقتهم في التعبير عنها ، وفي نسقهم التقني مع الوحدات التكوينية مكونة عناصر جمالية تعزز النكهة البيئية في مساحات صرحية كبيرة داخل تكتيكات خاصة والتخلي عن المنظور التقليدي والمتبع في المقاييس الأكاديمية فيما هو مباشر ومرئي في الأعمال المنجزة ، وفي حسها التقني تقترب إلى الاتجاهات الجرافيكية بالنهج التجريدي ، بتواجد الأشكال المتعددة الملموسة والتي تتماشى في بعض الأجزاء مع المفهوم ( الماتيسي) للفن ، يؤكد كل هذه الأدوار ، الظل الغامق بعدة درجات وغير مجسد بلمسات رقيقة في تكنيك عرف في المصطلح التشكيلي الأوربي بـ(feathery) أي الريشي والذي تكون فيه لمسات الفرشاة رقيقة الملمس وخفيفة بما يشبه الريش ،لتعزيز الفكرة الكامنة في الموضوع ، مكونة ظلال أشبه باللؤلؤ الأسود حيث تظهر الرموز والمضامين المتمثلة بأشكال المثلث الطولي والمربع الحلزوني والخط المتعرج الغامض ، والتوازن في التكوين والكتلة والبناء في استخدامات الأشكال الهندسية الراسخة والساكنة والحرية في استخدام الخطوط العفوية أعطتها نوعا من الرشاقة والأناقة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى