محليات

ثقافة الادخار خرجت ولم تعد

ثقافة الادخار خرجت ولم تعد

رغم الأهمية الكبيرة للادِّخار في حياة الفرد لتحسين وضعه الشخصي والمجتمعي في الوقت الحالي، إلَّا أنَّ نسبة الادِّخار في المملكة لا تزيد على 6%.فيما النسب العالمية تتراوح بين ٢٠ إلى ٣٠%. وفيما يرى البعض أنَّ الأزمة تكلفة في سهولة الحصول على القروض، وارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات، يطالب البعض بضرورة الادِّخار شهريًّا ولو بنسبة 5% من الدخل، والتوجه إلى الاستثمار كبديل مناسب عن الادِّخار على المدى البعيد.القروض تهدد ثقافة الادِّخاريقول المستشار المالي والاقتصادي ماجد الصويغ إنَّ الوعي يُعدُّ أهم وإحدى الركائز الأساسيَّة لعملية الادِّخار، مُرجِّعًا ضعف ثقافة الأفراد في هذا الجانب إلى تكبيلهم أنفسهم بالتزامات مستقبلية دون عمل حسابات أو تخطيط لأيِّ مفاجآت، أو الأخذ بالاعتبار المخاطر التي قد تحدث لزيادة الرغبات البشرية في الامتلاك، ومن ثم يستمر بدفع أقساط متتالية؛ ممَّا يؤثِّر على وضعه الشهري وطريقة معيشته وحياتة كل شهر. وفي بعض الأحيان يكون الفرد مكبَّلًا بأكثر من قرض لأكثر من غرض، وبمرور الوقت يصبح عاجزًا عن الادِّخار وسداد التزاماته المالية.وأشار إلى أهمية اختيار الشخص الصحيح والمسؤول، وأخذ الاستشارة الصحيحة من ذوي الخبرة ومَن مارسوا العمل الحقيقي المالي والمصرفي والادِّخاري.وألَّا تتوقف مع أول خطوة بدعوى أنَّ لديك التزامات، وأنك مكبل بالديون. وأكد الصويغ أهمية وجود مواد تحفيزية في التعليم لتشجيع الفكر الادِّخاري، وأن يكون لدينا مادة تحت مسمَّى الادِّخار والاستثمار تُعدُّ من قِبل مختصين ومهنيين في هذا المجال من المراحل الابتدائية، ومن ثم تتدرج بالفكر والمنهجية في المراحل المتوسطة والثانوية وحتى الجامعية.وتابع: الادِّخار كله خير، وفيه فائدة عظيمة على الفرد وأسرته والشعوب والاقتصاد بشكل عام، حيث إنَّ وجود السيولة لديك في الوقت الذي تحتاج فيه للمال هو بحدِّ ذاته طوق نجاة ورفاهية لك، ويكفيك كفرد أنَّك إذا ادَّخرت بعد عام أو اثنين أو ثلاثة، حتَّى وإنْ قلَّت القيمة الشرائيَّة للعملة، يكفيك بأنَّه مازال لديك مبلغ، على عكس مَن لم يدَّخر. وبشكل مبسط إذا ادَّخرت لمدة ٣ أعوام، استطعت توفير مئة ألف ريال، فأنت بعد ٣ أعوام مازلت تملك مئة ألف ريال، حتى وإنْ كانت القيمة الشرائية لها قد انخفضت بنسبة ٥%، أو حتى ١٠%.أمَّا الشخص الآخر فلم يدَّخر، والقيمة الشرائية للعملة انخفضت.حملة وطنية لتشجيع الادِّخاروأضاف إنَّ البنوك لديها برامج وآليات لعملية الادِّخار، ولكن لا ترتقي إلى رغبة المستثمر الفكرية، والعائد منها؛ لكي يقوم بالادِّخار.كما أنَّ الترويج للبرامج الادِّخارية أقل بكثير، ولايشكل أكثر من ٢ إلى٣% من التسويق لبرامج الإقراض، ونحن بحاجه لفكر وسهولة في طرح وإيصال الفكرة، وأن يشعر المدَّخر بالفائدة الحقيقية، وعلى البنوك إيجاد أوعية ادِّخارية مناسبة لعوائد ثابتة توزع بشكل شهري، ودعا إلى حملة واسعة للتشجيع على الادِّخار، مستغربًا التركيز على التقسيط والقروض فقط.واستعرض الصويغ طريقتين للادِّخار:الأولى أن تستقطع جزءًا من راتبك في بدايه الشهر -حسب امكانيتك- في حدود 25%، أو 20%، أو 10%، أو 5%، وأنصح الجميع أنْ يبدأ بخمسة بالمئة شهريًّا.والطريقة الثانية ضبط المصروفات؛ لتوفير عدة مئات من الريالات وإن كانت مئة ريال لا تستحقر الأمر.عوائد ضعيفة على الادِّخارومن جانبه يرى المستشار المالي والمحلل الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودي محمد بن فريحان أنَّ موضوع الادِّخار في السعودية قد يكون صعبًا لعدَّة أسباب، أبرزها ضعف الدخل مقابل الالتزامات، وارتفاع تكلفة السكن التي تلتهم 33% من الدخل الشهري، وزيادة تكلفة النقل، ولا ننسى أنَّ هناك إشكالية أُخرى ضعف قنوات الادِّخار، وإن وجدت فإنَّ العوائد ضعيفة جدًّا، ولا تلبي الاحتياج.التشجيع على الاستهلاكوأوضح المستشار الأعمال محمد بن حمد أنَّ من أهم أسباب عدم الاهتمام بالادِّخار، ظهور شركات تيسير الدفع، التى تسهل عمليات التقسيط للأشياء التي تكلِّف أقل من ألف ريال، وبالتالي تشجع على الاستهلاك والشراء. كما أرجع ذلك إلى سهولة الحصول على بطاقة فيزا أو ماستر كارد، كما انفتح الغالبية على الترفيه وزيارة المراكز التجارية والمناطق السياحية، ولفت إلى ارتفاع الأسعار، وأنَّ مَن كان يشتري شيئًا مقابل عشرة، أصبح بعد ذلك يشتريه بعشرين.وبالتالي، لم يعد لديه فرصة للتوفير إطلاقًا.واختتم: برامج الادِّخار الحالية غير فعَّالة وغير متنوعة، ولا أعتقد أنَّها مناسبة لمعظم الناس الذين رواتبهم بين ١٠ إلى ١٥ ألف ريال.ويجب تغيير الادِّخار بالاستثمار في شركات ومشروعات ناشئة، من خلال منصات التمويل الجماعي.ويمكن للشخص الذي يستثمر أنْ يحقق ربحًا كبيرًا خلال ١٥ إلى ٢٠ سنة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى