المتاجر تتفنن في استعراض التراث الأصيل للمناطق في مهرجان الوليمة للطعام السعودي

عندما تطأ قدماك موقع مهرجان الوليمة للطعام السعودي، تستشعر عبق الماضي الساكن في أجنحة المناطق، حيث البشت الحساوي، والفخار، والقط العسيري وغيرها من المنتجات والصناعات التراثية المرتبطة بالثقافة السعودية التي تتزين بها المتاجر التي تعجُّ تفاصيلها بتراث وفن تقليدي أصيل، يوقظ بداخلك الحنين إلى الزمن الجميل.

وفي جناح المنطقة الشرقية، يقول الخياط سلمان الحمد: “إن مهنة حياكة البشوت يمكن وصفها بالفن القديم النابع من ثقافة المجتمع، وهي تتنوع بتنوع القماش والزري، كما أنها حرفة تتسم بالقدرة على مواكبة تطورات العصر، كما نشهد حاليًا صناعة حقائب وحقائب الآيباد والجوال، وتعليقات البطاقات والأساور والنظارات”.

وكذلك، يلمس زوار مهرجان الوليمة للطعام السعودي في نسخته الثالثة، تطور حرفة صناعة الفخار، حيث أوضحت الحِرفية وداد حداد من المدينة المنورة، أن الفخار مهنة قديمة، ويُصنع بطرق عدة منها بالعجلة الكهربائية، أو الشرائح وكذلك بالقوالب، ويُنتج منه الأطباق المنزلية والصحون والأكواب، واللوحات، والمجسمات.

يذكر أن هيئة فنون الطهي قد مددت فترة إقامة المهرجان أسبوعًا إضافيًا تنتهي يوم السبت المقبل، مستهدفةً إبراز جهود المملكة في الاهتمام بالطعام بوصفه أحد الموروثات الوطنية الأصيلة، إلى جانب تشجيع شباب وفتيات الوطن ممن يملكون اهتمامًا بمجال الأطعمة لتحويل هواياتهم في هذا المجال إلى فرص عمل ومشاريع تجارية مربحة.

ومن اللافت للنظر حرفة القط العسيري بمنطقة عسير، إذ تقول ألاء مغاوي، إنها ورثت المهنة عن والدتها التي اشتهرت بالقط العسيري، وطورته من الجدران إلى النقش على الأواني، والتحف، واللوحات، والسجاد.

وأثناء التجول بين الأجنحة، يتجمع الزائرون حول متجر “حديقة الصابون” الذي تؤكد مالكته صبيحة السريح، أنها تصنع الصابون بطريقة عضوية، ومن مكونات متعددة؛ منها حليب الإبل وسنامها، وأيضًا العود والخزامى، وكلها مصنوعة من زيت الزيتون والجلسرين المرطب.

وفي المناطق الشمالية يجد الزائر السدو الذي تقوم عليه سيدات من أهل تبوك، والجوف، والحدود الشمالية، وينتجن السجاد والمفارش، واللحف، بنقوش مبتكرة.

وكذلك يجد الزائر متجرًا للسبح بنوى التمر، والزيتون، التي تم تطعيمها بالأحجار الكريمة بطريقة جمالية، يستمتع الزائر بالنقوش المميزة على التحف في جناح منطقة مكة المكرمة للمبدعة فنانة الديكوباج ولاء هوساوي، والتي قامت بابتكار زخرفة الأواني الخشبية والخزفية، ووضعت إناءً إلى جواره قلم رصاص صديقًا للبيئة، بحيث يتم الاستفادة منه بعد انتهائه بوضعه في التربة وداخله بذرة إحدى النباتات مثل الطماطم أو الريحان أو الخضروات.

يشار إلى أن مهرجان “الوليمة” للطعام السعودي، هو الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ويسعى للتعريف بثقافة وتراث الأطعمة السعودية محليًا وعالميًا، وتقديم المملكة بوصفها وجهة عالمية لعشاق الطهي، فضلًا عن فتح المجال لصناعة واعدة تتسم بالتطور والاستدامة التنموية.