محليات

الدية.. أرقام فلكية للمتاجرة بالدم

الدية.. أرقام فلكية للمتاجرة بالدم

تفشت في السنوات الأخيرة ظاهرة المتاجرة بالديات التي ارتفعت إلى أرقام خيالية في مشهد مخالف للعقل والمنطق وما حددته الشريعه الإسلامية لتصبح متاجرة بالدماء، وقد رغب الله في العفو والصفح بإحسان لما له من آجر عظيم. ومع المغالاة في طلب الديه أصبح القاتل لا يدفع شيئاً بل يدفع هذه المبالغ الباهظة أناس لا ذنب لهم بمافعله الجاني مما زاد من الاستهتار بأرواح الناس. وفي التحقيق التالت أيد الجميع اقتراح المدينة لإطلاق حملة إعلامية مشتركة تستهدف توضيح حرمة قتل النفس البشرية وضبط ومعالجة السلوك النفسي.متاجرة بالدماء وبيع القصاصفي البداية تحدث د. يوسف هزاع مساعد الشريف، بكلية الشريعة، جامعة الطائف قائلًا: جاءت الشريعة المباركة بالمحافظة على الضرورات الخمس، الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وعنيت بحفظ النفس وحرمت الاعتداء عليها قتلاً عمداً عدواناً، قال تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) وقد أجمع العلماء على وجوب القصاص في القتل العمد وذلك لأن من علم أنه يقتل قصاصاً إذا قتل فإنه ينزجر عن القتل وفي هذا حياة للمجتمع كله، وولي الدم يخير بين القصاص، أو العفو إلى الدية، أو العفو مجاناً وهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم (من قتل له قتيل، فهو بخير النظرين، إما أن يودي، وإما أن يقاد) وقد تساهل بعض المسلمين في حرمة الدم المعصوم لاسيما قتل الغيلة، الذي لا يصلح العفو عنه، كالقتل مكابرة مجاهرة، وفي هذا السياق يظهر أن ولي الدم إذا عفا مجاناً أفضل لقوله تعالى (وإن تعفوا أقرب للتقوى) وقوله صلى الله عليه وسلم (ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزاً).وأضاف الشريف أن ظاهرة المبالغة في الديات التي تصل إلى الملايين من الريالات هي من قبيل المتاجرة بالدماء وبيع القصاص وعلى الرغم من ترغيب الشارع الحكيم في العفو إلا أن كثيراً من أولياء الدم في هذا الزمان أصبح همهم الأكبر جمع الأموال والتكسب من رقبة القتيل، ومذهب العلماء جواز الصلح على أكثر الدية، ولكن المرفوض شرعاً المبالغة في جمع الديات ويقع على العلماء والقضاة والإعلاميين مسؤولية التوعية بخطورة هذا الفعل.توعية وقائية قبل الجرائموقال اللواء عبدالله بن سالم المالكي: تقوم الجهات الأمنية ممثلة في إدارة الأمن الوقائي التابعة للأمن العام بجهود مشكورة لمكافحة الجرائم قبل وقوعها ومنها جرائم الاعتداء على النفس بكافة أشكالها وتنشط تلك الجهود قبل العطلات الرسمية حيث تقام الكثير من الاحتفالات التي يتخللها أحياناً إطلاق النار من باب العادات القبلية المتعارف عليها ولذلك يتم توقيع تعهدات على أصحاب الحفل ومالكي قاعات وقصور الأفراح لمنع استخدام السلاح الناري وفي أغلب الأحيان تتواجد دوريات أمنية بالقرب من أماكن الاحتفالات لضبط الأمن ويأتي التحذير من جرائم القتل العمد من ضمن الإجراءات الوقائية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية.وأيد إقامات الحملات الأمنية التوعوية المستديمة ومن ضمنها عمل نقاط تفتيش عشوائية لتفتيش السيارات المشتبه في حمل أسلحة غير مرخصة بها.الحفاظ على النفس البشريةوتحدث المخرج التلفزيوني سابق سعيد بن رزيقي المالكي موضحاً أن مهمة الإعلام عظيمة لتوضيح عواقب قتل النفس البشرية وتوعية المجتمع بأسره ببشاعة قتل النفس حتى يفهم المجتمع معنى قوله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).وأشار إلى أن ذلك يأتي حفاظاً على حياة الإنسان وتطبيق الشرع، قال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، وأيد اقتراح المدينة تنفيذ حملات إعلامية داخل المدارس لتوضيح عواقب جريمة قتل النفس وللحد من هذه الظاهرة.التنمر يؤدي إلى حوادث قتلمن جانب آخر تحدث الدكتور أحمد أمان الله استشاري طب الأسرة مشيراً إلى خطورة التنمر الذي يؤدي إلى ضغوط نفسية وارتكاب جرائم. ومن المرجح أن أولئك الذين يتنمرون باستمرار يفعلون ذلك بهدف السيطرة على الآخرين وتحسين وضعهم الاجتماعي وذلك بسبب إحساسهم بتقدير عالٍ تجاه أنفسهم نظير الآخرين ولا يظهرون سوى القليل من الندم على سلوكهم المتنمر، بل لا يرونه خطأ من الناحية الأخلاقية. وهناك بعض النصائح البسيطة لضحايا التنمر أولها هو إخبار أحد الأشخاص ذوي السلطة الموثوقة بما يحدث مثل الوالدين أو المعلم أو المدير في العمل أو أي شخص لديه سلطة أو تأثير على الشخص المتنمر. ولو كان الضحية يتعرض لنوع من التنمر البدني فينبغي عليه مغادرة المكان الذي تعرض فيه لذلك وعدم مجاراة الطرف الآخر ولكن لو لزم الأمر يدافع عن نفسه فقط دون أي تعدٍ.وتحدثت الدكتورة نوال عبدالحفيظ الجهني مستشارة أسرية ومدربة تنمية ذاتية عن طريقة الصحيحة التي على الأسرة أن تقدمها لحماية أبنائها من التنمر مع معرفة حجم وفداحة قتل النفس البشرية.وقالت يجب أن لا نستهين أو نستخف بمسألة التنمر فقد يرتكب المتنمر عليه جرائم مختلفة منها جريمة القتل، وهي من أعظم الفساد في الأرض، قال ابن تيمية.(أعظم فساد الدنيا قتل نفس بغير حق) ويجب على الشباب الاستبصار بأن القاتل سيظل في سجن نفسي قبل أن يكون مسجوناً بين القضبان حتى تنتهي حياته.ودعت الوالدين إلى غرس مفهوم التقبل والتسامح مع الآخرين، وتعويد الأبناء بمصارحة والديهم بكل ما يتعرضون له من مواقف محرجة أو مشاكل دون إخفاء شيء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى