“مجمع الملك سلمان” يدشّن ديواناً للمتنبي
وجاءت البداية بكلمة موجزة لأمين عام المجمع الدكتور عبدالله الوشمي، استعرض فيها جهود المجمع وأنشطته السابقة والحالية والمقبلة. مؤكدًا حرص المركز على خدمة اللغة العربية بكل ما يعزز حضورها. لافتًا إلى تدشين معجم لغوي نوعي أصدره المجمع وسمّاه “معجم الرياض للغة المعاصرة”.
وسلّط العزام الضوء على الثورة النفسية، كما سمّاها، التي كانت تمر بالمتنبي وجعلته في مصاف الشعراء العظام المخلدة قصائدهم. موضحاً أن “معظم القدماء لم يشعروا بعبقرية المتنبي، وكانت أكثر عنايتهم بتقصّي أبيات هذا الشاعر وما يتعلق بأصول معانيها، ولكن عبقرية المتنبي لم تكن تحظى باهتمامهم”.
وقال: “بعض الدارسين عندما اتجهوا إلى دراسة المتنبي حاولوا أن يجدوا تفسيرًا لظاهرته، وقدموا تفسيرًا غريبًا بأنه صاحب مشروع قومي يدعو إلى تخلص العرب من سطوة الأعاجم. وهذا غير صحيح، والغريب في هذا أن المتنبي من أصدق الشعراء في التعبير عن نفسه، فسيرته تطابق شعره، وشعره يطابق سيرته، وهو صاحب أحداث مثبتة”، مُنبهًا على أن “المتنبي شُفي من عقلية الثورة وبدأ في مدح كبار القوم، وكتَم ثورته وأصبح يُعبر عنها في شعره، وأضحت الثورة لديه باللسان لا بالسنان”.
واستدل العزام بنصوص عدة للمتنبي برهن بها على طبيعته النرجسية، مُشبهًا أجواء عصره وشعره بـ”الليلة الباردة، وكأنك أمام موقد”، ووصف قصائده بأنها “خارجة من معاناة نفتقدها في أشعار غيره، ومقابلات لفظية تعطينا تصورًا عن نرجسيته ذات العظمة، ونظرته إلى الآخرين، راسمةً شخصيته من خلال أبياتها”. مؤكداً أن الطموح الهائل الذي حمله المتنبي ولم يستطع تحقيقه جعله يولّد أشعاره العظيمة.