الثقافة

الشايع” يستقصي تاريخ وموضع “سوق مجنّة

“الشايع” يستقصي تاريخ وموضع “سوق مجنّة”

أبرز الباحث البُلداني “عبدالله بن محمد الشايع”، كتاباً يناقش فيه موضع أحد أسواق العرب القديمة التي كانت تعقد أيام الحج، تحت عنوان:” سوق مجنّة بحث في تحقيق موضعه”.ويقع هذا العمل الصادر عن “دار الملك عبدالعزيز”، في 172 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على الموضوعات التالية: أسواق العرب التجارية وأهميتها، سوق عكاظ، سوق ذي المجاز، تحقيق موضع سوق مجنّة، رأي عاتق البلادي بشأن موقع مجنّة وحيرته بين النصوص المتضاربة، الرحلات الميدانية للبحث عن سوق مجنّة، مجنّة الجنوبية الواقعة بجوار جبل طفيل، خلاصة البحث بشأن سوق مجنّة، كما احتوى الكتاب على خرائط، وكشاف عام، وثبت بالمصادر والمراجع.

واستهل المؤلف كتابه بمقدمة ضافية ذكر فيها أن “سوق مجنّة”، يلي سوق “عكاظ”، في الانعقاد، فما إن ينتهي عكاظ، حتى يبتدي سوق مجنّة لمدة عشرة أيام، وهي الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة، ثم يليه سوق “ذي المجاز”، القريب من عرفة، فينعقد هذا السوق إلى اليوم الثامن وهو يوم التروية؛ حيث يتزودون بالماء، وفي اليوم التاسع ينفض السوق، ويتجه الناس إلى عرفة لقضاء مناسك حجهم.

وبين الباحث أنه مع شهرة هذه الأسواق الثلاثة وقربها من مكة؛ إلا أن مكان انعقاد سوقي “عكاظ”، و “مجنّة”، كانا من الخفاء بمكان؛ حيث تفاوتت آراء الباحثين حول تعيين موضع كل منهما، موضحاً أن السبب في عدم الإهتداء إلى مكان “سوق مجنّة”، كون قدماء المؤرخين والبلدانيين لم يوضحوا مكانه بدقة.

ويورد أنه عندما كان يعمل على تحقيق موقع “غزوة حنين”، ورد نص مفاده، أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- عندما حاصر الطائف، وأهلّ بالعمرة من الجعرانة، أمر بنقل ما تبقى من غنائم “غزوة حنين”، إلى “مجنّة”، وهذا ما أوقد شعلة البحث عن هذا الموضع التاريخي القديم،بل كان بمثابة الطريق الممهد لخروج هذا الكتاب، الذي يحقق موضع السوق؛ باستخدام طرائق البحث الحديثة.

وناقش المؤلف آراء الباحثين المحدثين وفندها بالأدلة، ودعمها بالزيارات الميدانية المتلاحقة، والخرائط الجوية الدقيقة، وهم: “تقي الدين الفاسي”، الذي قال: إن مجنة غير معروفة الآن، و “رشدي ملحس”، القائل: إن السوق يعقد في مكان حول شامة وطفيل، و “عاتق البلادي”، الذي يرى أن “بحرة”، هي مجنة قديماً.

وعلى ضوء البحث الميداني وجمع النصوص المختلفة والتوفيق بينها، توصل المؤلف إلى أن “سوق مجنّة”، يقع ب “مر الظهران”، قرب جبل، يقال له: “الأصفر”، وهو بأسفل مكة، على قدر بريد منها؛ حيث وقف في سفحه الغربي على آثار مبان قديمة، تكثر في أرضها قطع الفخار، مؤكداً أنه المكان الذي كان يعقد فيه “سوق مَجَنَّة” وهو واقع على درجة العرض 56 39 21 وخط الطول 4415 39.

يذكر أن اندثار موضع هذا السوق، أغرى الباحثين في تتبع النصوص التراثية الواردة فيه؛ للاستدلال على موضعه بدقة ، حيث صدر عن كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة في جامعة أم القرى كتاباً آخر بعنوان: “سوق مجنّة دراسة في موقعه ونشاطه” للدكتور خالد بن عبدالله آل زيد.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى