“هاوي”.. مساعٍ شغوفة من أجل مجتمع سعودي مزدهر وحيوي

الهوايات واحة خصيبة غنَّاء يقصدها الواحد منا ليستريح من تأثيرات عالمنا المزدحم بالضغوطات والمسؤوليات، ناهيك عن أن (الهوايات) تعتبر الوجهة الصحيحة لممارسة الأنشطة التي تُضفي سعادة حقيقية على محيا ممارسيها الشغوفين، وتتجلى أهميتها في الحفاظ على الحالة النفسية والصحة العقلية للإنسان، بل يمتد أثرها الإيجابي إلى الصحة البدنية أيضاً.فهذه الأنشطة التي نقوم بها في أوقات فراغنا، والتي تعارفنا على تسميتها بـ (الهوايات) تختلف بشكل تام عن الحياة الوظيفية، ولا يمكن اعتبارها نشاطاً اجتماعياً يراد به توطيد وتمتين أواصر العلاقات، وإنما هي نشاط ترويحي خاص بنا، ووطيد الصلة تماماً بميولنا وأهوائنا.

ويُعد قطاع الهوايات من القطاعات التي شهدت تحولاً كبيراً منذ إطلاق رؤية المملكة 2030، وإسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى مركز برنامج جودة الحياة الذي دشَّن البوابة الوطنية للهوايات “هاوي” بشكل رسمي بتاريخ 19 أكتوبر من العام الميلادي 2022 كواحدة من مبادراته لتحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية الطموحة للمملكة.

تتمحور أبرز المهام التي يقوم بها مركز برنامج جودة الحياة – بصفته جهة إشرافية على قطاع الهوايات – في المسار التنظيمي للقطاع، وتحفيز أندية الهوايات، وتسهيل الحصول على التراخيص، وتوحيد الجهود بين القطاعات البالغ عددها 12 جهة حكومية كمؤسسين لبوابة “هاوي”، (مركز برنامج جودة الحياة، ووزارة الرياضة، ووزارة الثقافة، ووزارة الداخلية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، ووزارة الإعلام، ووزارة التعليم، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة العامة للترفيه، والهيئة العامة للطيران المدني، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ورئاسة أمن الدولة).

تشمل أبرز الخدمات التي تقدمها منصة “هاوي” ، تأسيس أندية للهواة، وتسجيل العضويات، وإدارة أعضاء أندية الهواة ونشاطاتها من خلال صفحات للأندية، ورفع طلبات الدعم، وإيضاح اللوائح التي تنظم القطاع، إضافة إلى حجز الحاضنات والمرافق، وتمكين إقامة وحضور الدورات التدريبية. وتفعيل الشراكات المجتمعية مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية. علاوةً على إقامة الندوات والمحاضرات الداعمة ذات الصلة بالهوايات داخلياً وخارجياً، وإقامة الدورات التدريبية الخاصة بالهواة، وجلب وتبادل الخبرات مع الجهات والمؤسسات المحلية والدولية المعنية.

اليوم نرى بوابة “هاوي” – على مقربة من إتمام عامها الأول – تسلك طريقاً فريداً في الإسهام بجودة حياتنا وتهيئة بيئة حاضنة للهواة وتقديم الدعم اللازم لممارسة هواياتهم بشكل نظامي، إضافة إلى تفعيل الشراكات المجتمعية مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، ذات الصلة بالهوايات داخلياً وخارجياً.

في الوقت ذاته تعمل “هاوي” على التوعية المستمرة بأهمية ممارسة الهواية ونشر ثقافة ممارستها في أكثر من 50 مدينة ومحافظة ومركز وقرية على مستوى مناطق المملكة، حيث تكشف البيانات الحديثة لدى البوابة، عن تحقيقها معدلات قياسية في إجمالي أعداد الأعضاء المسجلين بنحو 19 ألف هاوٍ – قابلة للزيادة – من الجنسين من مختلف الأعمار، في أول خطوة على طريق تحقيق هدفها الأهم للوصول إلى أكثر من 6 آلاف نادي هواة في المملكة بحلول 2030.