تفويج محكم لرمي الجمرات وأداء طواف الإفاضة
استقر ضيوف الرحمن أمس في منى لقضاء أيام التشريق بعد رمي جمرة العقبة وأداء طواف الإفاضة وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتزام دقيق بخطط التفويج لمنع التزاحم والتكدس.وبدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر أمس أول أيام عيد الأضحى المبارك أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى «جمرة العقبة» بسبع حصيات، وشهدت حركة ضيوف الرحمن انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة لذلك، ومع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالاً بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج.وتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر أمس مهللين مكبرين، تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في «مزدلفة» تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين.وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه. وبعد أن فرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة بدأوا نحر هديهم، ثم بحلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.ويستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث ويبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.الدفاع المدني يرفع الجاهزية بالجمراترفعت المديرية العامة للدفاع المدني درجة الاستعداد في جميع أرجاء جسر الجمرات والساحات المحيطة به لاستقبال ضيوف الرحمن، وتقديم الخدمات الإنسانية خلال رمي الجمرات.وأكدت المديرية العامة اكتمال استعداداتها بفرق ووحدات منتشرة في أروقة الجسر، وفي المداخل الرئيسية، مدعومة بقوى بشرية وتجهيزات فنية في مواقع محددة في طوابق الجسر طيلة أيام التشريق، والتنسيق مع الجهات المعنية بما يحقق سلامة وحماية ضيوف الرحمن.قطار المشاعر ينقل 300 ألف بالنفرةرافق وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر آخر مجموعة من الحجاج في نفرتهم نحو مزدلفة برفقة قيادات المنظومة عبر قطار المشاعر المقدسة للاطمئنان على انسيابية الحركة ومستوى الخدمات. ونقل قطار المشاعر في نفرة ضيوف الرحمن قرابة 300 ألف حاج. زيارات ميدانية للتأكد من الخدمات الصحيةنفذت وزارة الصحة نحو 3542 زيارة على المؤسسات الصحية ومراكز البعثات الطبية والمستشفيات والمجمعات الطبية ومراكز الرعاية الصحية الأولية والصيدليات في مكة والمشاعر المقدسة، لقياس مدى التزامها بالاشتراطات الصحية.وأوضحت الوزارة أن فرق الالتزام تنفذ زيارتها الميدانية على مدار الساعة، وكان نصيب مكة المكرمة خلال هذه الفترة 3542 زيارة، فيما بلغ عدد الزيارات في المدينة المنورة (1825) زيارة، وإجمالي عدد البلاغات في مكة المكرمة (379) زيارة، بينما بلغ عددها في المدينة المنورة (660) بلاغًا.منظومة خدمات في طواف الإفاضةأدى الحجاج طواف الإفاضة في المسجد الحرام، أمس وسط منظومة من الخدمات والتنظيمات المكثفة التي فعّلتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ضمن خطتها الميدانية والإرشادية والوقائية والفنية والهندسية، لضمان سلاسة تفويج الحجاج لأداء نسكهم بيسر وسهولة.وأكد المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هاني بن حسني حيدر، تسخير كافة الإمكانات والطاقات البشرية والآلية بالمسجد الحرام لاستقبال الحجاج لأداء طواف الإفاضة.وتضمنت استعدادات الرئاسة تجهيز (9) آلاف عربة عادية وكهربائية، وربطها عبر تطبيق «تنقل» وتشغيلها عبر خطط منهجية تتضمن تكثيف عمليات التعقيم الدوري، والإشراف على تنظيم مهام دافعي العربات.وأوضح أن الرئاسة جندت مراقبين على أبواب المسجد الحرام، لاستقبال الحجاج وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم، وتنظيم عملية دخولهم وخروجهم وإرشادهم إلى أماكن أداء النسك والعبادة والصلاة ومساندة رجال الأمن في توجيههم حال امتلاء صحن المطاف والرواق السعودي ولحظة رصد أي تزاحم لهم.وتضمنت الخطط الميدانية تهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام، وتنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام عبر السلالم الكهربائية، والتنسيق مع العمليات بتوجيه الحجاج إلى صحن الطواف والرواق السعودي حسب خطة الرئاسة المعتمدة، ومراعاة عدم الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن الطواف أو السعي وعدم الجلوس خلف المقام، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة، وفاعلية أنظمة الإطفاء، وأجهزة الإنذار وسلامة طرق المشاة.وسخرت المملكة إمكاناتها وخبراتها المتراكمة في إدارة الحشود لأن يكون موسم الحج مثالاً يحتذى في ضبط الأمن وأداء الفريضة في أجواء آمنة ومستقرة والعمل على كل ما يضمن أمن الحج وسلامة الحجاج.
المصدر
