محليات

الماء ويوم التروية.. علاقة تاريخية توجتها شبكات التحلية

الماء ويوم التروية.. علاقة تاريخية توجتها شبكات التحلية

مثلت أزمة الماء في مواسم الحج معضلة كبيرة منذ أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام بترك زوجته هاجر وابنها إسماعيل في واد غير ذي زرع، أي مكة المكرمة، وبعد أن نفد طعام وشراب إسماعيل وأصبحت أمه هاجر تركض بين الصفا والمروة تبحث له عن ماء، فإذا بالماء يخرج من تحت الطفل الصغير، فقامت وغرفت منه وسقت طفلها وشربت.وبعد فرض الحج وأداء الرسول صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع، أصبح اليوم الثامن من ذي الحجة يسمى «يوم التروية»، لأن الحجاج كانوا يتزودون بالماء فيه قبل الصعود لعرفة، وذلك بحسب الكثير من الروايات.المناخ الصحراويوبمرور الزمن وتعاقب القرون تضاعفت أعداد الحجاج في ظل المناخ الصحراوي الجاف الذي عرفت به الجزيرة العربية، فزادت مشكلة نقص المياه حتى جاء الحل الأكبر بمشروع «عين زبيدة»، التي تنسب إلى زبيدة بنت جعفر بن المنصور، زوجة الخليفة هارون الرشيد، حيث تم خلال هذا المشروع سحب المياه من وادي «نعمان» إلى مكة المكرمة قبل نحو 1200 عام، لتنتهي معاناة الناس وقتها بتأمين الماء أثناء أداء شعيرة الحج.وعلى الرغم من صمود المشروع لأكثر من عشرة قرون، إلا أن الإهمال اعتراه في بعض مراحل التاريخ الإسلامي، مما انعكس بدوره على جودة المشروع، فتهدمت بعض قنواته، مما تسبب في نقص حاد للمياه، واستمر الحال على ذلك، حتى جاء عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، حيث أصدر أمره بإنشاء إدارة خاصة للعين سميت «عين زبيدة»، تشرف إشرافا كاملا على العين والآبار الخاصة بها وترميمها منذ عام 1346 هـ، حيث تم توزيعها في مجار صغيرة إلى أحياء مكة المكرمة، كانت تسمى بـ «الدبول»، ثم تصب هذه الدبول في آبار تسحب منها المياه بواسطة السقاة لتوزيعها على أهالي مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام.منظومة المياهثم انطلقت مسيرة تحلية المياه منذ إنشاء وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر، وذلك لدعم مصادر المياه العذبة في 1348هـ، حتى إنشاء محطات التحلية على ساحل البحر الأحمر في جدة عام 1401 هـ، والشعيبة 1409 هـ، وما بعده.وفي هذا العام أعلنت منظومة البيئة والمياه والزراعة ضخ 1.36 مليون م3 يوميا من مياه الشرب في مكة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة.مسيرة المياه

إنشاء وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر 1348 ه
إنشاء محطات التحلية على ساحل البحر الأحمر: في جدة عام 1401 ه، والشعيبة 1409 ه، وما بعده
ضخ 1.36 مليون م 3 يوميا من مياه الشرب في: مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة خلال الموسم
ضخ 78.5 مليون م 3 على مدار الساعة
3226 كادرا بشريا، وفرق ميدانية للتشغيل والصيانة
كميات المياه المستهدف معالجتها 888 ألف م 3 يوميا

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى