النحاتة العطوي: “بَنان”.. همزة وصل ربطت الحرفيين بالمجتمع
وكانت العطوي التي تحمل شهادة الماجستير في الإعلام اكتشفت شغفها ومحبتها للصخور منذ صغرها، فبدأت وهي على مقاعد الدراسة بالمرحلة الابتدائية بالنحت على الطباشير، فكانت تتبع ذلك الحلم والصور التي ترد في مخيلتها وتطبقها على قطع الطباشير، وتحتفظ بها لعلها تصل إلى ما كانت تبحث عنه من إبداع وحرفة تلامس حواسها.
وقالت: “أزاول حرفة النحت على الصخور والحجر منذ أكثر من 35 عاماً، رغم ما تعرف به المهنة من مشقة تحتاج للكثير من الصبر، والوقت، والجهد البدني والفكري، لإنتاج قطعة جمالية فريدة، تحمل بين جنباتها حكاية خاصة”.
التصاميم الصخرية
أما عن كيفية اختيار أنواع الصخور فأوضحت أن مناطق المملكة تضم العديد من الأشكال والالوان نتيجة تنوع التضاريس، مشيرة إلى أنها تختار الصخور في الغالب من منطقتي الرياض، وتبوك، وذلك بسبب جمالية تكوين الصخور فيها، وما تحتويه من تدرجات في الألوان المختلفة الساحرة التي تزيد من جاذبيتها قبل وبعد النحت.
فيما تستوحي خطة النحت من شكل القطعة الطبيعي، وأضافت: “تطورت حِرفة النحت في عصرنا الحالي بما يتناسب مع متطلبات الحياة العصرية، فأصبحت المنحوتات الصخرية قطع فنية يرغب فيها عشاق الطبيعة والفنون، بهدف الاقتناء وتزيين المنازل والحدائق بالتصاميم التي تعطي للمكان إحساس بالدفء والفخامة معاً”.
يذكر أن هيئة التراث قد خصصت 100 جناح للحرفيين الدوليين الذين يمثلون 11 بلداً عربياً ودولياً ضمن الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بَنان”، بهدف تسليط الضوء على الحِرف اليدوية، ودعم وتمكين الحِرفيين، بالإضافة إلى إبراز أهم العادات والتقاليد السعودية، والتعريف بالتراث الثقافي الغني للمملكة، وتطويره، ونقله للأجيال القادمة، كما تهدف الهيئة إلى توفير منصة للحِرفيين لعرض مهاراتهم وإبداعاتهم.