الثقافة

مثقف سعودي يقدم وصفة القراءة الحرة للراغبين في النخبوية بـ “كتاب الدوحة”

مثقف سعودي يقدم وصفة القراءة الحرة للراغبين في النخبوية بـ “كتاب الدوحة”

قدم خبير فهرسة المخطوطات -في مكتبة الملك فهد الوطنية- إبراهيم اليحيى؛ ورشة فن القراءة الحرة؛ وذلك في جناح المملكة بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين؛ الذي يقام تحت شعار “بالقراءة نرتقي” في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.وأكد اليحيى أن القراءة الحرة تجربة ممتعة خاصة في جانب الأدب، مذكراً الحضور بنصيحة ابن خلدون لمن يرغب أن يدلف إلى عالم الأدب؛ أن يبدأ بقراءة الكتب التي تصنَّف ضمن علم المحاضرات، وهي أصول الأدب وأركانه الأربعة: أدب الكاتب لابن قتيبة، الكامل للمبرد، البيان والتبيين للجاحظ، النوادر لأبي علي القالي.

وأضاف “لا توجد قواعد معينة لكي يصبح الإنسان مثقفاً ونخبوياً، إلا أنه يجب عليه أن يقرأ عشرات الكتب بطريقة ممنهجة وعلمية؛ فالقراءة بشكل فوضوي يجعلك تترك القراءة، وقد تجد عمرك ضاع دون بوصلة”، لافتاً إلى أن كتب الثقافة كثيرة والعمر قصير، وقد يجد البعض حيرة في اختيار الكتب؛ لذلك يجب على محب القراءة أن يرتب ما يقرأ، ويرسم خارطة الطريق ليصبح قارئاً محترفاً ومثقفاً.

وأكد اليحيى صاحب كتاب “منهجية القراءة الحرة لصناعة المثقف”؛ أن فوائد القراءة الحرة كثيرة، يقول عنها الجاحظ بأنها تضيف عقول الآخرين إلى عقلك؛ فتشغل نفسك بما ينفع، وتكف نفسك عن الآخرين، وتزداد من العلوم والمعارف.

وقسّم أنواع القراءات إلى خمسة أنواع؛ أولها قراءة الفنون التي تتضمن معاجم ومراجع لكل الفنون والآداب من الفلسفة والقانون والصيدلة وغيرها، ثم قراءة مبادئ هذا الفن لتكوين خارطة مكتملة عنه، ومن يكمل الكتاب الثالث في هذا النوع من القراءات سيكون متخصصاً أكثر في الفن الذي يقرأ عنه.

05

أما ثاني أنواع القراءات فهي قراءة الاستجمام ككتب الرحلات والسير والقصص والروايات، وثالثاً قراءة البحوث والتأليف المتخصصة، ورابعاً قراءة المناسبات ككتب الحج التي يقرأها الحاج قبيل أداء المناسك، وأخيراً قراءة الإهداءات؛ لافتاً إلى أنه ليس من الأدب أن يهديك أحداً كتاباً ولا تقرأه، وإن لم تكن متخصصاً في مجال الكتاب المهدى.

وأشار اليحيى إلى أن الذي يحب القراءة ويتقنها قد يفيده إتباع منهج معين لتجاوز العقبات واختيار ما يقرأ، وقال: “الانشغال والعمل ليست عذراً، ويجب أن يكون لمحب القراءة ورد يومي، ولا نقصد بالورد اليومي القراءة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحف والمجلات، وإنما الكتب التي تنمي الفكر لمؤلفين مختلفين بغض النظر عن الوسيلة؛ سواءً كتاباً ورقياً أو إلكترونياً أو مسموعاً”.

وفي وصفته للقراءة الحرة لكي يكون الإنسان مثقفاً؛ يرى بأن السر يكمن في تنظيم ما يقرأ، مبيناً أنه ضد مقولة “اقرأ أي شيء”، وأضاف: “يجب على الإنسان أن يرتب قراءاته، وأن يقرأ ساعة في اليوم على الأقل، وبعد سنين معدودة سيكون قارئاً ومثقفاً، وسيجد فرقاً هائلاً في حياته القرائية، وبعدها لا بد من أن يكتب وينتج كمثقف، لكي يكون له أثر بعد الرحيل”.

يشار إلى أن جناح المملكة في معرض الدوحة الدولي للكتاب يشهد تنظيم نحو 45 ندوة حوارية لزوار الجناح في مختلف المجالات، تنظمها وزارة الثقافة والهيئات الثقافية التابعة لها حتى يوم الأربعاء 21 يونيو الجاري.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى