محليات

«منزل منتصف الطريق» رحلة الشهور التسعة للتعافي من المخدرات

«منزل منتصف الطريق» رحلة الشهور التسعة للتعافي من المخدرات

بيئة علاجية آمنةيوفر المجتمع العلاجي البيئة الآمنة للمدمن ويعد جزءاً لا يتجزأ من الخطة العلاجية للمنومين بمنزل منتصف الطريق، كما يشكل العامل الأكبر في رحلة العلاج، ويضم أماكن سكن لتوفير بيئة آمنة من المواد المخدرة لها نظام خاص بها يخضع المدمن للمكوث فيها، ومعرفة ما يعانيه من آثار نفسية سلبية ورفضه للواقع، وكيفية التعامل مع هذا السلوك، والتأهيل الاجتماعي له من خلال جدول يومي يحتوي على الأنشطة الاجتماعية والتثقيفية والدينية التي يمارسها مع الأقران تحت إشراف الفريق العلاجي، وتعلم كيفية المساندة الذاتية وكيفية التعافي، بمشاركة فريق الدعم في المجتمع العلاجي، ونبذ العنف والسلوكيات السلبية وكيفية إدارة حياته دون اللجوء إلى المواد المخدرة.ويضم أيضاً المشاركة مع مدمنين سابقين تعافوا بشكل كامل، والاستماع إلى تجاربهم، والانخراط معهم، وممارسة التمارين الرياضية باستمرار مع العيش في بيئة آمنه صالحة لتلقي العلاج، دون ضغوطات أو مشاكل.3 مراحل للتأهيليتم التأهيل داخل منزل منتصف الطريق عبر ثلاث مراحل لكل مرحلة خصائصها ودورها في استمرار المريض في التعافي من الإدمان والحد من انتكاسته، لمدة 9 أشهر. وتوصف الأولى بأنها مرحلة الانتقال من مستوى التأمل والتفكير في مشكلة الإدمان إلى مرحلة اتخاذ القرار للتوقف عن التعاطي، وتتسم بوجود رغبة ودافعية لدى المريض للتعامل مع مشكلته وتتيح له فرصة الاندماج مع زملائه من المرضى وتأهيله من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية ومتابعته للحد من الانتكاسة، ويتم استقبال المتعافي فيها بعد استيفاء شروط القبول واستكمال الإجراءات الإدارية لفتح ملف له بمركز تأهيل الإدمان ومنزل منتصف الطريق، فيما يتم من خلال وحدة شؤون المتعافين شرح أنظمة القسم وحقوق المتعافي وتوقيع العقد العلاجي، وبعد ذلك يتم عمل تقييم مبدئي من قبل رئيس الفريق العلاجي ومن ثم تحديد معالج الإدمان الرئيسي.وفي المرحلة الثانية ينتقل المستفيد إلى المرحلة الثانية من البرنامج وهي مرحلة التأهيل، وذلك بعد تطور وتحسن حالة المستفيد واتمامه المرحلة الأولى بنجاح، وتتسم هذه المرحلة بوجود الاستبصار وزيادة الدافعية للاستمرار في التعافي، بالإضافة إلى معرفة مؤشرات الانتكاسة وطرق الوقاية منها ويكون الهدف في هذه المرحلة التدريب على المهارات الاجتماعية، والتدريب والمساعدة على كيفية مواجهة الضغوط وحل المشكلات اليومية، وعلى كيفية استغلال وقت الفراغ بعيداً عن المخدرات، والمساعدة في تفريغ المشاعر بشكل إيجابي.وفي المرحلة الثالثة والأخيرة تكون الجهود مبذولة لمساعدة المتعافي للانخراط والاندماج في المجتمع ليبدأ بتكوين قاعدة متينة يستطيع من خلالها الرجوع والانطلاق في المجتمع ويصرح له الخروج في هذه المرحلة بإجازة في عطلة الأسبوع لمدة 48 ساعة حسب ما يراه المعالج.وفي هذه المرحلة يكون الهدف دعم وتوجيه المتعافي للاندماج بالمجتمع، وكذلك وضع الخطط وتحقيقها وفق قدراته وإمكانياته، وتوجيهه ومساعدته لتحقيق الاعتماد الذاتي تدريجياً مع الإستمرار في التعافي.نظام صارم في التأهيليطبق في المنزل أنظمة صارمة تهدف لإنجاح العملية التأهيلية للمتعافين من الإدمان، ويلتزم بها جميع المتعافين، وتم تحديد جملة من المخالفات الموجبة للإنذار وأخرى موجبة للاستبعاد، وتشمل المخالفات الموجبة للإنذار، عدم الالتزام بأنشطة البرنامج العلاجي والتأهيلي، وعدم أداء الصلاة في وقتها أو مع الجماعة، والأكل والشرب في الأماكن غير المخصصة لذلك، وعدم الالتزام بالزي المناسب للاجتماعات أو الأنشطة الرياضية، وعدم الالتزام بنظافة الغرفة أو الأماكن الاجتماعية الأخرى، والتدخين في الأماكن غير المخصصة لذلك أو رمي السجائر على الأرض، إضافة إلى عدم الالتزام بالمهام المتعلقة بالمجتمع العلاجي واللجان بما في ذلك عدم التقيد بالمرجعيات، وعدم الالتزام بأوقات النوم أو النوم في الأماكن غير المخصصة لذلك، ودخول غرف المستفيدين الآخرين دون إذن، وعدم التعاون في إعطاء العينة. يعد منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة في مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض مرحلة انتقالية في طريق العودة إلى الاندماج في المجتمع،وذلك بتوفير بيئة علاجية وتأهيلية متكاملة، يتم فيها إعادة بناء السلوك والمفاهيم من خلال تدخلات علاجية شاملة، يقوم بها كادر صحي متخصص يشمل استشاري طب الإدمان، أخصائياً نفسياً، أخصائياً اجتماعياً، الكادر التمريضي، مرشداً دينياً، ومرشد التعافي ومسؤولي الأنشطة التأهيلية.وتتميز الخدمات العلاجية والتأهيلية بمنازل منتصف الطريق باعتبارها بيئة جاذبة تحتوي على مرافق تأهيلية وترفيهية متكاملة وتنظم رحلات دينية وترفيهية وعلاجية متنوعة، تمكن المستفيد من البقاء طيلة مدة البرنامج العلاجي.وتستمر مدة البرنامج العلاجي والتأهيلي في منزل منتصف الطريق إلى حوالي 9 أشهر، وتوضح البراهين العلمية أن نسب العودة إلى الإدمان تقل كلما زادت مدة التأهيل، ولذلك يستمر خضوع المتعافي لبرامج تأهيلية عن طريق ما يسمى بالرعاية اللاحقة.20 عاماً على انطلاق البرنامجانطلقت خدمات تأهيل المدمنين وبرامج التعافي بعد العلاج في مجمع إرادة بالرياض عام 1423هـ بوحدة رعاية لاحقة تقدم الخدمات العلاجية والتأهيلية دون تنويم (استضافة)، واستمرت لمدة سبع سنوات، ثم تمت أول خدمة تنويم للمتعافين عام 1430هـ بافتتاح منزل منتصف طريق من خلال استئجار مبنى سكني بسعة 70 سريراً، ومرت الخدمة بعدة مراحل حتى تم إنشاء مبنى علاجي وتأهيلي متكامل وبسعة سريرية تبلغ 126 سريراً بالتعاون مع شركة سابك.5 مسارات للعلاجيتكون البرنامج العلاجي والتأهيلي بمنزل منتصف الطريق من عدة مسارات تشمل، مسار الخطة العلاجية الفردية، التي يتم فيها تقييم المستفيد من قبل معالج الإدمان من ثم وضع خطة علاجية مفصلة مصممة للمستفيد ويتم متابعتها بشكل أسبوعي من خلال الجلسات الفردية واجتماع الفريق العلاجي، بالإضافة إلى العيادة الطبية النفسية عند الحاجة، ومسار التدخلات العلاجية الجماعية، والتي تشمل جلسات العلاج النفسي، والدعم الاجتماعي، وجلسات إرشاد التعافي، والإرشاد الديني، ومنهج «ماتركس»، والعلاج بالعمل وغيرها من التدخلات العلاجية المبنية على البراهين العلمية.كما تشمل مسار البرامج التأهيلية (الأنشطة والرحلات والاحتفالات)، والتي تشمل الأنشطة الرياضية، والرحلات الترفيهية، والرحلات الدينية كالحج والعمرة، والاحتفالات المتعلقة بالمناسبات الوطنية والأعياد، وأيضاً مسار المجتمع العلاجي الذى يستخدم مجتمع الأقران داخل بيئة صحية محمية لأغراض علاجية،

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى