محليات

ريادة فضائية لخدمة العلم والبشرية

ريادة فضائية لخدمة العلم والبشرية

تدشن رحلة رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني لمحطة الفضاء الدولية لإجراء 14 تجربة بحثية علمية في بيئة الجاذبية الصغرى مرحلة جديدة للمملكة في مجال الفضاء ووضعها ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء بحلول 2030م من أجل خدمة المجتمع السعودي والعلم والبشرية.وستسهم تلك الرحلة في توفير إجابات من شأنها تمكين الإنسان من خلال التوسع في الأبحاث الصحية إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية يُنفَّذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة، كما تعزز نتائج الأبحاث مكانة المملكة عالميًّا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية.وتضع هذه الرحلة المملكة كإحدى الدول القليلة في العالم التي تتمكن من إرسال رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في الوقت نفسه.وتعد ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وقد أعربت عن سعادتها بتلك الخطوة، وقالت إنها تتحمس للانطلاق نحو الفضاء لتحقيق إنجازات تاريخية لوطننا الغالي وللبشرية أجمع، موضحة أنها عملت على مدى 10 سنوات في مجالات البحوث العلمية والطبية، وتفخر بتمثيل المملكة.واعربت عن فخرها بأن تصحبها كل أحلام النساء السعوديات والعرب إلى الفضاء. أما علي القرني فهو أول رائد فضاء سعودي، اختير في 12 فبراير 2023 ضمن طاقم مهمة AX-2 الفضائية من قبل الهيئة السعودية للفضاء، وهي خطوة وصفها بأنها مصدر فخر وشعور بالحماس الكبير.وأكد القرني أنه طوال مسيرة حياته المهنية وهو يعمل طيارًا في القوات الجوية، والآن يتطلع إلى القيام بأداء تجارب في الفضاء، إضافة إلى رصيده العلمي الذي سيتيح له العمل على تجربة الاستمطار في الفضاء واختبار فعاليتها وتأثيرها على البشرية .تفعيل الابتكارات السعودية في الفضاءومن المتوقع أن تؤدي هذه الرحلة العلمية إلى تفعيل الابتكارات العلمية في البرنامج السعودي على مستوى علوم الفضاء مما ينعكس إيجابًا على مستقبل الصناعة والوطن وزيادة الاهتمام بخريجي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ورفع مستوى استثمار طاقاتهم في القطاع بالإضافة إلى تنمية رأس المال البشري من خلال جذب المواهب وتطوير المهارات اللازمة.وفي إطار البناء على تجارب السعودية في إطار السباق العالمي نحو الفضاء، تعزز الرحلة مكانة المملكة في خارطة الدول التي تتسابق للفضاء وتستثمر في علومه المتخصصة وإجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل.ولا شك أن لدى المملكة إنجازات سابقة ساهمت في رحلات الفضاء وتطويرها بفضل وجود نماذج وطنية مشرفة تعمل على تحقيق إنجازات على المستوى المحلي والدولي. تنفيذ أبحاث سعودية لأول مرة في العالمقالت الهيئة السعودية للفضاء إن هذه الرحلة تأتى ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي تم إطلاقه في 22 سبتمبر 2022م، وتتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة فى بيئة الجاذبية الصغرى، تسهم في توفير إجابات من شأنها تمكين الإنسان من خلال التوسع في الأبحاث الصحية إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب علمية يُنفَّذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة.كما تعزز نتائج الأبحاث مكانة المملكة عالميًّا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وتؤكد دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء، بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030م.وتضع هذه الرحلة المملكة كإحدى الدول القليلة في العالم التي تتمكن من إرسال رائدي فضاء من الجنسية نفسها على متن محطة الفضاء الدولية في الوقت نفسه، وذلك في إطار برنامجها لرواد الفضاء لبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات العلمية إلى الفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعته عالميًّا. ويجسد شعار الرحلة ما تحمله المهمة من أهداف سامية لتمكين الإنسان وحماية كوكب الأرض وفتح آفاق جديدة من خلال مجموعة الأبحاث التي سيجريها رواد الفضاء في مجالات الصحة واستدامة البيئة، كما يؤكد شعار الرحلة تطلعات المملكة والتزامها بدعم جهود استكشاف الفضاء، وتعزيز دور أبناء الوطن في برامج الفضاء ومجالاته من العلوم والتقنية، لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى إبراز دور المملكة في قطاع الفضاء وتقنياته.45 عاماً لتعزيز الطموحات الفضائيةتعود طموحات السعودية نحو الفضاء لعام 1977، إذ أنشأ المركز الوطني العربي السعودي للعلوم والتقنية ليضطلع بدوره في إجراء البحوث العلمية التطبيقية لخدمة التنمية والتطور حتى تحول مسمى المركز بمرسوم ملكي صدر عام 1985 إلى «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية». وعملت المدينة على النهوض بهذا القطاع الحيوي، ومنه رسمت خطة نقل وتوطين تقنية الأقمار الاصطناعية عام 1988، عندما التحقت بالمركز الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية مجموعة كبيرة من المتخصصين في مجالات وأقسام هندسية مختلفة تشمل الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والتحكم والضوئيات والبرمجيات وغيرها. وواصلت السعودية اهتمامها بقطاع الفضاء من خلال التعاون مع الجهات العلمية الدولية، و نفذت «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» تجارب علمية في الفضاء بالتعاون مع وكالة «ناسا» وجامعة «ستانفورد» على متن القمر «سعودي سات 4»، وشاركت في مهمة استكشاف القمر «تشانغ إي 4» بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018 في مهمة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي من القمر. وما بين أعوام 2000 إلى 2019 تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمراً اصطناعياً سعودياً إلى الفضاء بإشراف «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» (كاكست).ترليون دولار حجم اقتصاد الفضاءبرزت عناية المملكة باختراق قطاع الفضاء والاستثمار فيه بعدما سجلت دراسة أجراها بنك «مورغان ستانلي» أن اقتصاد الفضاء من عوائد خدمات الأقمار الاصصناعية والصواريخ سيتخطى تريليون دولار عام 2040، وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي أن تتراوح عوائد الاستثمار في الفضاء ما بين 280 و300 مليار دولار. ولم يتوقف حلم الرياض عند إطلاق الأقمار وصناعتها، بل امتد إلى تنميته والوعي به لدى الأجيال الجديدة عبر برنامج «أجيال الفضاء» التابع للهيئة السعودية للفضاء والمعني بتنمية رأس المال البشري في القطاع. وأصدر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قراره بالموافقة على الاستثمار في عدد من الشراكات لتطوير قطاع الفضاء باستثمار مليار دولار في كل من «فيرجن غالاكتيك» وشركة «ذا سبيس شيب» و «فيرجن أوربت»، وتوفير 480 مليون دولار كخيار إضافي في المستقبل للاستثمار في قطاع الخدمات الفضائية. وكثفت الرياض تدريب وتطوير الكوادر البشرية في ما يتعلق بعلوم الفضاء، الأمر الذي أثمر عن وجود ثلاثة كوادر سعودية ضمن فريق وكالة «ناسا» منهم مشاعل الشميمري، أول سعودية تلتحق بالوكالة، وتعمل مهندسة متخصصة في صناعة الصواريخ والمراكب الفضائية، إضافة إلى الأكاديمية ماجدة أبورأس التي اختارتها «ناسا» ضمن فريقها العلمي لتنفيذ مشاريع علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج.كما انضم المهندس مشعل بن سعيد الشهراني إلى الوكالة الأمريكية، وكان واحداً من فريق العمل الخاص بمشروع «Microgravity» الذي يهدف إلى تصميم جهاز يعمل على محاكاة بيئة منعدمة الجاذبية لمدة تزيد على 21 يوماً.قواسم مشتركة في حقيبة السفر للفضاءتشير وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إلى أن رواد الفضاء يحملون العديد من العناصر المهمة الشخصية في حقائبهم عند السفر إلى محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك أدوات النظافة الشخصية، والملابس، والترفيه، ومعدات العمل، والتذكارات من المنزل، والإكسسوارات الإلكترونية، والمعدات الطبية،ووفقًا لـ «ناسا»، عند السفر إلى محطة الفضاء الدولية الشيء المشترك بين رواد الفضاء السعوديين ومن مختلف الجنسيات هو وجود فرشاة ومعجون الأسنان، والمناديل الورقية، والملابس، مثل السراويل القصيرة والرياضية، والقمصان، والجوارب.ويحزم رواد الفضاء بعض الكتب الثقافية والعلمية والدينية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية. ويمكن لرواد الفضاء استخدام هذه الأشياء للاسترخاء والتواصل مع العائلة، وشغل أنفسهم.وعلى الرغم من أن رواد الفضاء يخضعون لفحوصات طبية مكثفة لكن لا تزال هناك حاجة إلى الأدوية والإسعافات الأولية على متن محطة الفضاء الدولية. وتوفر وكالة ناسا حاويات خاصة لرواد الفضاء مصممة خصيصًا لتعبئة أغراضهم الشخصية.وتم تصميم هذه الحاويات لتكون خفيفة الوزن، ومضغوطة، ويتم قياسها بعناية للتأكد من أنها تلبي متطلبات الحجم للمركبة الفضائية التي ستنقلهم إلى محطة الفضاء الدولية.وتستخدم الوكالة أكياسًا خاصة مُحكمة الغلق لتعبئة الملابس والأشياء القابلة للطي، والأشياء اللينة.وتشجع رواد الفضاء على مشاركة العناصر لتقليل الوزن والحجم. ويمكن مشاركة الأدوات والمعدات التي يمكن استخدامها من قبل العديد من أفراد الطاقم، مثل الكتب والمجلات وبعض الأدوات الإلكترونية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى