الثقافة

“كتاب المدينة” يستعرض رحلة الخيول العربية من عسف الرجال إلى سباق الجمال

“كتاب المدينة” يستعرض رحلة الخيول العربية من عسف الرجال إلى سباق الجمال

نظّم معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 ندوةً حوارية بعنوان: “الخيول العربية: من عسف الرجال إلى سباق الجمال”، التي أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض المدينة المنورة للكتاب 2023، بمشاركة أستاذة التاريخ في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتورة جملاء المري، والأكاديمي ومالك مربط عتاق الخيل الدكتور حسين أبو الفرج، وأدارتها أميرة المضحي.وأشارت المري إلى أن الجزيرة العربية مهد الخيل العربي منذ 9 آلاف عام، وارتبطت بالفارس العربي ارتباطاً وثيقاً، وأول من ركب الخيل نبي الله إسماعيل عليه السلام، كما ورد ذكر الخيل في الكتاب والسنة، حيث ذُكر أنه معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ولها في التراث العربي ذِكرٌ واسع ومكانة عالية، عشقها العرب الأوائل لجمالها وقوتها، فكانوا ينتجون الخيل ليس لبيعها أو الاتجار بها، بل للاقتناء والاحتياج والإهداء، كما أن الرجل الشهم يُسمى بأسماء الخيل مثل “كحيلان”، وقالت: “قديماً كانت حجة الخيل من خلال نسابين ثقات معروفين، أما في زمننا الحالي فقد كفاهم مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة في ديراب توثيق أنساب الخيل والعناية به”.

بدوره أشار أبو الفرج إلى أن الخيل العربي مكون ثقافي لبلادنا، مبيناً أن للخيل أنساباً كما ذكر ابن الكلبي، وقد أهدى نبي الله سليمان، عليه السلام، لأحد العرب حصاناً فكان سريعاً سابقاً في الصيد سُمي بزاد الراكب وهو للأزد، والعرب حافظت على أنساب الخيل كما حفظوا أنسابهم، ومن سلالات الخيل الكحيلان، والعبيان، والصقلاوي، والدهمان، والهدبان وغيرها، وموضحاً أن تحديدها بعددٍ محدد غير صحيح فهي أكثر من ذلك، ولا يقال للخيل عربياً إلا بمعرفة نسب الخيل والفارس.

وتحدث عن حضور الخيل في الأدب العربي، قائلاً: “فهناك مؤلَّف تم جمعه عن الخيل في الشعر الجاهلي، ذكر مؤلفه أن ذكرها يفوق ذكر الإبل، والشاعر الجاهلي كان يخاطب حصانه وكأنه إنسان”، ومستدلاً بمعلقة عنترة، وكذلك عامر بن الطفيل الذي له محادثات مع حصانه المسمى “المزنوق”، والمتنبي الذي يعد من أوصف الشعراء للخيل، ففي خراسان نظم قصيدته التي لام فيها حصانه على تركه جمال المكان، وذهابه إلى أماكن الحرب والطعان، والعرب قديماً كانوا لا يرون الغنى في المال بل بالخيل، ومستعرضاً ارتباط الخيل بالأسرة المالكة وهداياهم لبعض الزعماء والقادة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى