الثقافة

ندوة فكرية بمعرض المدينة المنورة للكتاب تنوّه بمشروع ولي العهد لتوثيق السنة النبوية

ندوة فكرية بمعرض المدينة المنورة للكتاب تنوّه بمشروع ولي العهد لتوثيق السنة النبوية

نظّم معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 في يومه الثالث ندوةً حوارية بعنوان “التأصيل الفكري في الإسلام”، والتي تحدث خلالها أستاذ التاريخ والحضارة بالجامعة الإسلامية وعضو الجمعية التاريخية السعودية الدكتور فوزي بن عناد العتيبي، وأدارها فيصل الجهني، وذلك ضمن أنشطة وفعاليات البرنامج الثقافي للمعرض؛ الذي تستمر أعماله وفعالياته الثقافية المتنوعة حتى الـ 27 من شهر مايو الحالي.وأكد د. العتيبي أن رؤية السعودية 2030 تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بموازاة المشروعات العملاقة ومدن المستقبل هناك اكتشافات أثرية وأبحاث تراثية، ومنوهاً بمشروع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – لتوثيق السنة النبوية الصحيحة.

وذكر أستاذ التاريخ والحضارة أن التأصيل هو العودة للأصول والجذور، وقد مر بعدة مراحل، فمن الناحية التاريخية فإن الحقبة الأولى الأكثر شهرة هي بدء تدوين التراث في العصر العباسي الأول، ولكن هناك شواهد على أن استهلال ذلك كان في العهد الأموي، ولذلك كان التأخير مدخلاً لطعن البعض في تدوين الحديث الشريف، والمعروف أن عمر بن عبدالعزيز هو أول من أمر بتدوين الحديث تحت مظلة الدولة، كما تم التدوين بشكل موسع في عهد المأمون، حيث اُستقطبت ثقافات متعددة، والتوفيق بين الفلسفة والدين، مع وجود صراع سياسي وفكري بين الدولة الأموية في المغرب، والعباسية في المشرق، ومشيراً إلى أن النزعة الوطنية في الأندلس تمثلها كتابات ابن حيان، وابن حزم، وكان الاهتمام بالغاً؛ فكانت تدفع المبالغ المجزية لشراء المؤلفات وإنتاج التراث، بينما انتشرت الفلسفة في بغداد قبل الأندلس، كون العراق حينها يتكئ على إرث حضاري.

وأضاف: “الحضارة الإسلامية ليست طاردة للأفكار الجديدة بل متقبلة لها تحتويها وتضيف لها وتبني عليها، مع ما يثيره المستجد من ريبة وتخوف، ولكن الحاكم المستنير يعزز دور الحداثة والجديد، ومما أُثِر عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)”، ومتابعاً: “يجب إعادة قراءة التاريخ والبحث في الأفكار، فهناك قراءات جديدة بعضها حاول تطبيق المناهج الغربية، وسبب رفضها دعوتها للتشكيك في الأصول ولدينا أصول لا يمكن إخضاعها لهذه المناهج، ولكن يمكن الاستفادة منها في النواحي الإيجابية من خلال مشروعات بحثية دقيقة وموسعة تحت إشراف الجامعات”، ومنوها بدور المستشرقين في تحقيق التراث مع عدم التسليم التام لهم، بل من الضروري معاودة البحث وإبداء الرأي، ومشيراً إلى أهمية وجود قراءات توازن بين الأصالة والمعاصرة، وأن تفعل الجامعات دورها البحثي، فالعلوم الإنسانية حيوية ومتحركة وليست قالباً ثابتاً وتحتاج مزيداً من الأخذ بالأدوات الجديدة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى