محليات

طلبة..نشيد الحب والألفة! – جريدة المدينة

طلبة..نشيد الحب والألفة! – جريدة المدينة

بهدوء مات الزميل محمد طلبة، مثلما عاش، ومثلما عمل في صمت طوال فترة الغربة! وعلى مدار نحو ثلاثة عقود أو يزيد، بقي محمد طلبه يحدثني وأحدثه كل يوم، منذ انتقلت للعمل من لندن إلى جدة، دون أن نلتقي ولو لمرة واحدة! ظل في «عكاظ»، وأنا في المجموعة السعودية، و»الوطن» قبل أن تجمعنا «المدينة» العريقة.. أنا في جدة وهو في مكتب القاهرة!مات الفتى الذي جاء من قريته «قشطوخ» مركز تلا منوفية، هناك في الريف البعيد.. وعاد إليها بعد أن أدى لنا النشيد.. نشيد الحب والألفة والصداقة.. من جديد!أواه ياطلبة! أواه يارفيق الرحلة، أواه ياكل الأصدقاء، لكم أخاف من ألا نقول لبعضنا بعد رحيل طلبة: نلتقي غدًا.. إلى اللقاء! مات محمد طلبة الذي أحبه كل من عمل معه في «عكاظ» و»المدينة»، مات طلبة صاحب المواقف النبيلة والكلمة الرصينة.تعب قلب طلبة، وهو يقاوم.. تعب البدن وهو يقاوم.. ثم تعب القدم.. وسكت النغم! مات طلبة الذي كم ضحك في وجوهنا، وهو يتألم.. لكنه لم يشأ.. مات الرجل الذي كم من زميل على كتفيه اتكأ!قلبت تارخي معه، صفحة.. صفحة، فما عثرت فيه غير نهر حب.. يصب.. في كل الأوردة! مات طلبة.. رفيق الرحلة، ودفء الأحبة.. وجمال العشرة!اختلف الأصدقاء دون أن نختلف! تهافت البعض على المكاتب والمناصب، ونحن نأتلف! كل من كان يرمينا بكلمة، رأينا سهمه ينكسر! حبنا كان أكبر.. كان ما بيني وبينك أقوى وأكثر!في المرة الأخيرة، ورغم وهن جسده، وقلبه العليل، كانت روحه وثابة طوال الطريق، يبدو أنه كان يمد الخطى للرحيل.. إلى اللقاء.. إلي اللقاء أيها الصديق!

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

CAPTCHA


زر الذهاب إلى الأعلى